آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

"في ذكرى تحرير عدن " وقفة حقيقة مع الواقع

الثلاثاء - 18 أبريل 2023 - الساعة 09:26 م

داود محمد باعوضة
بقلم: داود محمد باعوضة
- ارشيف الكاتب


كانت حرب 2015  تستهدف الجميع و الظلم عاماً وقع عالجميع  اتحد الشعب مع بعضة واجبر السياسيين على السير خلفه .. خرج الجميع يقاتل بسلاحه الشخصي لم يسال احدهم عن انتماء او فكر او رأى   او جهوية  الاخر ... كان الجنوب كتلة واحدة شعارها المقاومة ومضمونها الصمود بكافة انتماءته واحزابة وتكتلاته وجماعاته وافرادة .

كل شخص في الجنوب قام بواجبة من مكانه ووفقا لاختصاصة وقدرتة ... المغترب كان داعما ماديا واعلاميا للمقاومة ...والتاجر ممولا للمقاومين وللشعب، و الدعاة وخطباء المساجد وطلابهم  قاموا بواجبهم المعنوي والعسكري .. المهندس في مجاله والطبيب يسعف و يعالج الجرحى والمرأة قامت بواجبها في عدن تقدم الطعام للمقاتلين وتاوي المصابين في منزلها وتقدم اسعافاتها الاولية لهم .

هذا الاتحاد والتعاضد والتكافل و التراحم قاوم مأساة  النزوح للشعب خارج الوطن ، ومنح المقاومين عزيمة وثبات واصرار في الميدان .

فهذا الجنوب منجم معادن الرجال حيث تستوطن رجالة الاباء والعزة والانفة والكبرياء بالحق وعلى الحق ..

فكأن النصر موزراً مبينا ، وبقيت عدن العاصمة العربية التي عجز مشروع الهلال الايراني عن اساقطها ..
لكن  على غفلة من الزمن  تسرب الينا فايروس الاناء والاستحواذ وقهر الرجال بالمال والسلاح المدنس على ايدي المراهقين   ونال من الرجال الميامين والشرفاء مابين اقصاء وسجن وتنكيل  وتهجير وتشويه وتشهير فكانت هذة النتائج التي نشاهدها اليوم .

يذهب الجنوب اليوم الى صنعاء ومابعد صنعاء دون تقييم للحالة الراهنة وقبل المعالجة للاخطاء الفاذحة ودونما مصالحة واقعية مبنية على الثوابت الوطنية  والشراكة الحقيقة ..
يذهب الجنوب الى المفاوضات  محتقن ومفكك ويكسو جسدة جراح الافعال المشينة في مشهد يشبة تماما المشهد من عام 86الى 90.
فهل من وقفة جادة لتدارك الامور قبل وقوع الفأس في الرأس مرة اخرى  وقبل ان يضيع الجنوب مثلما ضاع في 94 ؟