سلامٌ أيها العالم.. ثم إني أحاول الإبتعاد عن الكتابة؛ لأن الإبتعاد عن الكتابة في بلدنا "اليمن" هو الإبتعاد عن الوجع ذاته لكننا وبرغم ذلك نُحاول أن نتناسى ذات الوجع لنُغرّد بأحرفنا المتواضعة والمثقلة بالحزن نيابةً عن أولئك البسطاء الذين يصارعون آلام الأزمات والمعاناة المستمرة بوجع وانكسار لا حدود لهما.
لم تتبقّ سوى سنة واحدة ليبلغ عمر الحرب الظالمة عقداً كاملاً.. الحرب التي يتّمت الأطفال، وأرملت النساء، وشرّدت الملايين، وطمست كل أحلام البشر هُنا..
لكم أن تتخيلوا أننا في مدينة ما يزال شبح الحصار فيها جاثماً على أبوابها منذ تسع سنوات الأمر الذي يُضاعف من معاناة المواطنين بشكل كبير .. فالمسافة التي كنا نقطعها بدقائق معدودة قبل اندلاع الحرب بتنا اليوم نقطعها بساعات طويلة نتيجة الحصار المفروض من قِبل مليشيا الحوثي ، فكيف سنقنعكم إن قلنا لكم أن المدينة المحاصرة هي ذاتها العاصمة الثقافية للبلاد "تعز" والتي نالت وما تزال النصيب الأكبر من الدمار.
ما نزال نبحث عمّن يصبّ ماء السلام على نيران الحرب المشتعلة في بلدنا بعد أن يئسنا من إطلاق المناشدات للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي والتي لم تلقَ آذاناً صاغية بعد.. فبربّكم أخبروا المتصارعين والساسة أننا شعب عزيز لا يستحق الذل والهوان فلعلهم يستجيبون.
