آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-02:16م

وكانت الهاوية خلفنا!

الأربعاء - 22 مارس 2023 - الساعة 07:56 م

خالد الرويشان
بقلم: خالد الرويشان
- ارشيف الكاتب



من قلبي أحمدالله اليوم أننا عدنا سالمين كاملي العدد! لو كانت الريحُ هزّتْ شاعراً أو أثارتْ تدافُعاً لكانت كارثة!
عثرتُ اليوم بالصدفة على هذه الصورة في نسختها الأصلية التي لن تتكرر في نجومها ومكانها ومناسبتها!
أمّا النجوم فَهم شباب الشعراء العرب واليمنيين في مهرجانهم الثاني في صنعاء في ربيع 2006 
مهرجانٌ جمع بين 100 شاعر عربي ، 100 شاعر يمني! 
وأمّا المكان فهو الرّيادي الشاهق في المحويت في رحلةٍ جمعت بعضاً من الشعراء الضيوف واليمنيين .. وبالطبع ، لم تستوعب ذروة الهاوية الساحرة هنا كل الزائرين الشباب!
في قلب الصورة وقرب ذروتها ستجد أستاذي الراحل الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح وأنا أقف بجانبه. وفي القرب ستجد الشاعر المصري الكبير أحمد الشهاوي الذي لعب دوراً مهماً في إثراء ونجاح ذلك المؤتمر الشعري الفريد من نوعه .. وسترى غير بعيد الشاعر والروائي اليمني المبدع علي المقري الذي كان دينمو تلك الفعاية الكبرى هو وزملاؤه الشعراء الشباب سعيد الشدادي وأحمد الشلفي وعبدالكريم الرازحي و خالد السياغي وغيرهم من نجومنا الظاهرة والمتوارية. 
ربما لمحتُ الروائي المصري الكبير ومدير تحرير مجلة دبي ناصر عراق واقفاً على شفرة الهاوية لابساً قبّعته البيضاء .. لستُ متأكداً!
ربما لمحت الشاعر السوري لقمان ديركي وقد كان ملح تلك الرحلة!
ربما لمحت أيضاً شاعرات من المغرب والسعودية وسوريا والبحرين تتوسطهن الشاعرة المصرية الشجاعة فاطمة ناعوت التي قالت عند عودتها لوزير الثقافة المصري " لماذا لم تنظم مصر مهرجاناً مثل هذا .. نريد وزيراً مثل خالد الرويشان!" إذ كان المهرجان أول مهرجانٍ من نوعه في تاريخ المؤتمرات الشعرية العربية!

لساعة كاملة وأنا أتأمّل الصورة حاولتُ خلالها أن أتذكر معظم الوجوه والعيون والأسماء من المحيط إلى الخليج!
عندما عاد أحد ضيوف المهرجان وهو الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب إلى مصر كتب مقالاً مثيراً في الأخبار المصرية بعنوان " زلزال الشعر في صنعاء"

الشاعر اليمني الشاب عمار النجار صعد إلى المسرح ليلقي قصيدته ، لكنه فاجأ الجميع بكلمة واحدة ثم نزل من على منصة المسرح! لينفجر تصفيق الحضور واقفين!
ماذا قال عمار؟ .. لن أنسى برق هاجسه ذاك!

قال" قشّةٌ مُثقلةٌ بالغرقى "

عمّار كان قبلها قد قال نبوءةً إذا لم تخنّي الذاكرة:
لا عصفورَ في اليد
ولا عشرةَ على الشجرة

.. .. ولا شجرةَ أيضاً!