شهر رمضان ونقودنا بدون الوان

يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك، في مختلف بقاع العالم، بالفرحة التي يضفي عليها نفحات طيبة تفيض بالإيمان وطاعة الرحمن ، فهذا الشهر ينتظره المسلمون كل عام كونه مختلف عن بقية شهور العام، حيث تتسم أيامه بلون جديد ، يقوم فيه المسلم بأداء فريضة الصيام هذه الفريضة التي تضفي على يومه ساعات طويلة من الجوع والعطش، فتذوق فيها معدة الغني نفس ما تذوقه معدة الفقير . 

لا يعلم المواطن في بلادنا وهو يستقبل شهر الصيام بالبهجة والإيمان، إلى متى سيظل محاصرا بالمحن الدائمة والأزمات المتناوبة، التي أحاطت به من كل جانب، وبصورة خاصة في زمن هذه  الحرب الطويلة ، وقد تصدر الغلاء الفاحش في الأسعار رأس قائمة تلك المحن والبلايا، فالغلاء قساوته شديدة ، لأنه لا يعني ارتفاع في سلعة معينة أو نوع من السلع ممكن للمواطن أن يتكيف معه ، فهو يدرك تماما أن الغلاء الذي يعنيه هو الغلاء الشامل لجميع السلع من مواد غذائية وأدوية وكماليات وخدمات مختلفة، فهذا ما يتلفظ به بالغلاء ، وهو في الأساس غلاف لانهيار عملتنا المحلية وتراجع قيمتها عما كانت عليه في السابق، وبصورة مخيفة .

فورق النقود لعملتنا المحلية، أصابت المواطن بعمى الألوان، فالورقة الخضراء فئة الألف ريال، لم تعد لها القيمة الشرائية السابقة، فصورتها الظاهرة ليست بصورتها الباطنة، بل تساوت مع صورة الورقة ذات اللون الأصفر ، فئة مئتي ريال، وهلم جرا.

والأزمات الأخرى،  ومنها أزمة غاز الطباخة، صارت محيرة بل صار للغاز الغاز، فعلى سبيل المثال محافظة، قامت السلطة المحلية بتنظيم بيع أسطوانات الغاز للسكان، عبر متعهدين في الاحياء السكنية ، ولكن الغريب والعجيب أن المتعهد يدعي بعدم استلامه العدد الكافي من أسطوانات الغاز التي تغطي الأسر القاطنة في الحي، ليس هذا فحسب بل لا يستلم هذا العدد المخصص كل شهر ولكن كل أربعة أشهر، بينما اسطوانة الغار ربما ينقضي أجلها في أقل من شهر عند بعض الأسر!، .

أين الحكومة وهل هي حريصة على أن تحافظ على صحة المواطن ، وتقية من البدانة ومخاطرها غير المستحبة، لذا لم تعمل على إيجاد حلول لإنقاذ عملتنا المحلية بل تركتها لمزيد من الانهيار، وكذلك لم توفر الغاز الكافي لمزيد من الطباخة ، إنها ليست بحكومة بل هي مقلب شبيه بمقلب توزيع أسطوانات الغاز .