آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-09:08ص

التطرف في المواقف مشكلة الجنوب

السبت - 11 مارس 2023 - الساعة 11:22 ص

العميد خالد النسي
بقلم: العميد خالد النسي
- ارشيف الكاتب


التاريخ يعيد نفسه، تم اختراق ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣ من قبل الناصريين العرب وعناصر يمنية كانت لها أهدافها وحساباتها الخاصة وهي تختلف عن أهداف وحسابات الجنوبيين الذين كانوا يبحثون عن استعادة أرضهم وهويتهم.

هذا الاختراق خلق للجنوبيين كثير من الصراعات الجنوبية الجنوبية قبل الاستقلال وبعده، صراع الجبهة القومية وجبهة التحرير ثم القضاء على الجبهة القومية وظهور الحزب الاشتراكي اليمني كحاكم وحيد ومطلق لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية،  وهنا كانت الشعيرة التي قصمت ظهر البعير لأن الحزب ارتكب كثير من الأخطاء والمآسي في حق الجنوبيين منها يمننة الجنوب وتحويله إلى قاعدة متقدمة للدفاع عن المعسكر الاشتراكي ودعم أنظمة شيوعية وصلت إلى نيكاراغوا وإثيوبيا وتبنى افكاراً متطرفة في محيط ملكي وهذا خلق العداء والحصار على أبناء الجنوب انعكس سلباً على التنمية والحياة المعيشية لهم والزج بهم في معارك سياسية وعسكرية مع الجمهورية العربية اليمنية وعمان والسعودية.

تم اختراق الحزب من قبل الماركسيين العرب من فصائل شيوعية فلسطينية ولبنانية وعراقية وغيرها، هذا الاختراق بالإضافة إلى الاختراق اليمني عمل على زرع المناطقية بين قيادات الحزب نتج عنه حرب ١٩٧٨ وحرب ١٩٨٦ والتي كانت بداية النهاية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أذكر إن علي ناصر محمد ( قيادي اشتراكي ساهم في تدمير الجنوب) أذكر أنه أحد كتاباته قال إنه كان في زيارة لموسكو في بداية الثمانينات فترة الاتحاد السوفياتي وتحدث مع القادة السوفيت بخصوص إستخراج النفط من الجنوب ووافقوا وقالوا اطلب بعض المعدات من الأصدقاء الأمريكان ستساهم معنا في عملية إستخراج النفط  وعند عودته عرض الفكرة على أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني فكان هناك رفض بالاجماع وقالوا لا يمكن الاستعانة برمز الإمبريالية.

وكانوا شيوعيين أكثر من السوفيت وفي ١٩٩٠ سلموا الجنوب بجميع موارده لـ" علي عبدالله صالح" الذي استعان مباشرةً بجميع الدول والشركات واستخرج النفط من الجنوب فأصبحت هذه القيادات واقفة على باب علي عبدالله صالح تمد ايديها للحصول على الفتات من خيرات أرضها التي حرمت نفسها وحرمت شعبها منها، نحن اليوم نكرر نفس الأخطاء، جميع القوى والأحزاب الجنوبية المتواجدة اليوم مخترقة من قبل أحزاب وقوى يمنية مع إختراق إقليمي ودولي وكلاً له مصالحه وحساباته وهي في جميع الأحوال تختلف عن مصالح وحسابات الجنوبيين نتج عن هذا الاختراق تكرار الصراعات الجنوبية الجنوبية على أساس مناطق مع وإشهار التخوين والإقصاء المتبادل وتبني معارك بإسم الدفاع عن الأمن القومي العربي وحماية الملاحة الدولية وقطع التدخلات الإيرانية وتحرير صنعاء وواقعنا على الأرض لم نستعيد وادي حضرموت ولم نؤمن عدن بالخدمات البسيطة.

أخرجنا الشرعية السابقة من عدن بحرب طاحنة باعتبارها مهددة لعودة الجنوب لأنها تمثل الجمهورية اليمنية وترفع شعارها وعلمها ثم أعدنا قوى يمنية إلى عدن ترفع أسم المجلس الرئاسي اليمني يمثل الجمهورية اليمنية ويرفع شعارها وعلمها ويعمل على الحفاظ عليها ، مثلما جاء يوم وترك الحزب الشيوعي السوفياتي الجنوب سيأتي يوم وتترك دول التحالف اليمن والجنوب ، إذا لم يستفيد الجنوبيون اليوم ويعملون على تصحيح أخطائهم ويقبلون بعضهم دون تعالي أو وصاية طرف على أخر وتحصين جبهتهم من الاختراقات والعمل فقط من أجل معركتهم إذا لم يستفيدوا من أخطاء الماضي سينهارون مثلما إنهار الحزب الاشتراكي اليمني عندما تركه الحزب الشيوعي السوفياتي.