آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:26م

يكفيكم نقائكم يا هؤلاء.

الجمعة - 03 فبراير 2023 - الساعة 03:41 م

موسى المليكي
بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب


في زمن الخبثاء اصبحت هي الأصل والنقاء هو الاستثناء،  في زمن تلون الحق فيه بالف لون ليغطي على الحق الذي هو الحق بدون أن يكتسي اي لون .

في زمن أصبح الكذب والنفاق  فيه هو الموقف المطلوب والمرغوب والذي يتم المكافأة من أجله،  وأصبح  الصدق هو الموقف المرفوض والذي يتم معاقبته .

إلى كل الجوعاء في بلادي والذين لا يجدون الطعام ، إلى كل العرايا الذين لا يجدون ثمن اللباس. .إلى كل المرضى الذين لا يجدون قيمة الدواء. .إلى الذين لم يجدوا وظيفة ومصدر رزق لأنهم وقفوا ضد إراقة الدماء وازهاق الأرواح. ..أقول لهم ...يكفيكم نقائكم.

حتى لو لم تستطيعوا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشونها ، بعد أن بذلتوا  الجهد اللازم  ،  ولم تتمكنوا من عمل شيء فتمسكوا بنقائكم  فأنتم ملائكة الله في أرضه،  لن ابالغ أن قلت انكم تقفون في صف بجانب  رسل الله.

حتى نقائكم يرعبهم ويجعلهم في حيرة من أمرهم ويتسالون باستمرار لماذا لا تكونوا مثلهم ..تبيعون كل شيء ؟، وكيف استطعتم التمسك بنقائكم. ..بحق انتم اية من آيات الله .

كيف سيحصل وطن ما على مكانته بين الأمم  بمواطنين   يواجهون الموت بكل أنواعه من أجله ليحفظوه  ..وقادة يبيعونه بثمن بخس من أجل مصالحهم ونزواتهم .

تتمسكون بنقائكم وانتم جوعاء. . عرايا. ..لاتجدون ثمن الدواء والغذاء وتعيشون الحرب بكل تداعياتها والأزمة بكل أبعادها.

في حين أن من صنعوا الحرب والأزمة يعيشون في بحبوحة  من العيش لا ينقصهم شيء من ملذات الدنيا. ..ولكن ينقصهم نقائكم.

ينقصهم نقائكم الذي لو دفعوا كل ما يملكون من أجل جزء صغير منه فلن يصلوا إليه. .. وحتى لو دفعوا ما تبقى لهم من اعمار على هذه الأرض فلن يصلوا إلى جزء من نقائكم .