آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:07م

وجدان و خالد..توأم روحي..!

الثلاثاء - 31 يناير 2023 - الساعة 05:07 م

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


* أعرف الكابتن وجدان شاذلي عن ظهر قلب.
* كصديق.. رجل لطيف العشرة يحافظ على نسيج العلاقات و يصون ود العيش و الملح. 
* كلاعب.. يرتقي أداؤه إلى أعلى مستويات الإبداع، كان ملهما حقيقيا دوليا و محليا.. و لا غبار على مسيرته الحافلة بالمتعة و المشحونة بالروعة.
* و مثلما أعرف وجدان و نواياه الطيبة، أعرف الكابتن خالد عفارة أكثر و أكثر. 
* خالد اللاعب.. كان أول و آخر لاعب جنوبي و يمني تختاره إذاعة (البي بي سي) البريطانية من بين أفضل عشرة رياضيين في الوطن العربي عن العام 1993
* و كإنسان.. خالد مختلف تماما عن وحش الملاعب الذي عرفناه..
* خالد بسيط في بساطته و في تبسطه، و من النادر أن يسعى لتسويق صورة أو تحميلها فوق ما تحتمل، قلب نقي، يراوغ في الملاعب، لكنه (دغري) خارجها. 
* خالد الذي كان يتفجر مثل الديناميت لاعبا هو ذاته الرجل الخجول البسيط في تواضعه و في خفة ظله.
* علاقة وجدان بخالد علاقة (روح) لا يمكن تركيبها على ظل صورة أسالت الكثير من حبر الكلام المجافي لحقيقة أنهما (فولة) و انقسمت نصفين.
* وجدان و خالد توأم كروي استمتعنا به، و من حسن حظي أنهما لعبا معا للنادي الذي عشقته صغيرا.
* انسجام وجدان و خالد لم يقتصر على ثنائيتهما المرعبة مع وحدة عدن، بل إن هذا الانسجام الكيميائي وصل إلى حد تبادل الأفكار و الخواطر.
* عندما اعتزل وجدان في ذات صيف كبيس بكى خالد رحيل توأمه، لم يطق البقاء مع الوحدة مثل السيف فردا، لهذا حزم حقائيبه و يمم وجهه شطر نادي التلال.
* عشقت فنون الثنائي الرائع و المثير و درستهما كظاهرة كروية تقلب كل موازين و معادلات الفيزياء.
* كانت المرة الأولى في حياتي التي شاهدت فيها فريقا يستقيم عوده على عمود فقري مائل، من خالد عفارة في الخلف إلى وجدان شاذلي في الرواق.
* وجدان و خالد علاقة من نوع خاص جدا، إذا عطس الأول يصاب الثاني بالزكام، و إذا أصيب الثاني أو تمارض تداعت له أعضاء الأول بالسهر و الحمى.
* وجدان و خالد أكبر من أن توتر علاقتهما صورة لا تعكس واقع ظروفها و ملابساتها.
* أشرفت على مهرجان اعتزال خالد عفارة من الألف إلى الياء، كان عملا مضنيا و مرهقا، لكنني تحملت لأجل إرث هذا المدافع الطائر الخجول.
* و كنت حاضرا لتغطية مهرجان اعتزال وجدان، ولم أكن ضمن اللجان، لكنها كانت المرة الأولى التي تنساب فيها دموعي على وجنتي حزنا على فراق هذه الظاهرة الكروية التي لا تتكرر تفاصيلها.
* وجدان و خالد الأقرب إلى قلبي دائما من جميع لاعبي جيلهما..
* أعجبني وجدان كلاعب ساحر و مثير في ألعاب الحواة التي كان يبتدعها، لكنني أعجبت به كصديق موثوق يقدس الصداقة.
* و أبهرني خالد بفلسفته كمدافع شامل يأتيك بالعجب العجاب، لكنه أبهرني ببساطته و تواضعه و إنسانيته، فصار بالنسبة لي خليلا يستحق تلك المساحة التي احتلها في قلبي.
* وجدان و خالد موروث وطن و تاريخ ناد و عراقة جيل لا يلح و لا يطلب و لا يشحت و لا يسيء لغيره.
* أجمل حاجة في وجدان و خالد أنهما توأم روحي..!