* أعرف الكابتن وجدان شاذلي عن ظهر قلب.* كصديق.. رجل لطيف العشرة يحافظ على نسيج العلاقات و يصون ود العيش و الملح. * كلاعب.. يرتقي أداؤه إلى أعلى مستويات الإبداع، كان ملهما حقيقيا دوليا و محليا.. و لا غبار على مسيرته الحافلة بالمتعة و المشحونة بالروعة.* و مثلما أعرف وجدان و نواياه الطيبة، أعرف الكابتن خالد عفارة أكثر و أكثر. * خالد اللاعب.. كان أول و آخر لاعب جنوبي و يمني تختاره إذاعة (البي بي سي) البريطانية من بين أفضل عشرة رياضيين في الوطن العربي عن العام 1993* و كإنسان.. خالد مختلف تماما عن وحش الملاعب الذي عرفناه..* خالد بسيط في بساطته و في تبسطه، و من النادر أن يسعى لتسويق صورة أو تحميلها فوق ما تحتمل، قلب نقي، يراوغ في الملاعب، لكنه (دغري) خارجها. * خالد الذي كان يتفجر مثل الديناميت لاعبا هو ذاته الرجل الخجول البسيط في تواضعه و في خفة ظله.* علاقة وجدان بخالد علاقة (روح) لا يمكن تركيبها على ظل صورة أسالت الكثير من حبر الكلام المجافي لحقيقة أنهما (فولة) و انقسمت نصفين.* وجدان و خالد توأم كروي استمتعنا به، و من حسن حظي أنهما لعبا معا للنادي الذي عشقته صغيرا.* انسجام وجدان و خالد لم يقتصر على ثنائيتهما المرعبة مع وحدة عدن، بل إن هذا الانسجام الكيميائي وصل إلى حد تبادل الأفكار و الخواطر.* عندما اعتزل وجدان في ذات صيف كبيس بكى خالد رحيل توأمه، لم يطق البقاء مع الوحدة مثل السيف فردا، لهذا حزم حقائيبه و يمم وجهه شطر نادي التلال.* عشقت فنون الثنائي الرائع و المثير و درستهما كظاهرة كروية تقلب كل موازين و معادلات الفيزياء.* كانت المرة الأولى في حياتي التي شاهدت فيها فريقا يستقيم عوده على عمود فقري مائل، من خالد عفارة في الخلف إلى وجدان شاذلي في الرواق.* وجدان و خالد علاقة من نوع خاص جدا، إذا عطس الأول يصاب الثاني بالزكام، و إذا أصيب الثاني أو تمارض تداعت له أعضاء الأول بالسهر و الحمى.* وجدان و خالد أكبر من أن توتر علاقتهما صورة لا تعكس واقع ظروفها و ملابساتها.* أشرفت على مهرجان اعتزال خالد عفارة من الألف إلى الياء، كان عملا مضنيا و مرهقا، لكنني تحملت لأجل إرث هذا المدافع الطائر الخجول.* و كنت حاضرا لتغطية مهرجان اعتزال وجدان، ولم أكن ضمن اللجان، لكنها كانت المرة الأولى التي تنساب فيها دموعي على وجنتي حزنا على فراق هذه الظاهرة الكروية التي لا تتكرر تفاصيلها.* وجدان و خالد الأقرب إلى قلبي دائما من جميع لاعبي جيلهما..* أعجبني وجدان كلاعب ساحر و مثير في ألعاب الحواة التي كان يبتدعها، لكنني أعجبت به كصديق موثوق يقدس الصداقة.* و أبهرني خالد بفلسفته كمدافع شامل يأتيك بالعجب العجاب، لكنه أبهرني ببساطته و تواضعه و إنسانيته، فصار بالنسبة لي خليلا يستحق تلك المساحة التي احتلها في قلبي.* وجدان و خالد موروث وطن و تاريخ ناد و عراقة جيل لا يلح و لا يطلب و لا يشحت و لا يسيء لغيره.* أجمل حاجة في وجدان و خالد أنهما توأم روحي..!