آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:11ص

عظماء في القبور و جبناء في القصور !

الجمعة - 06 يناير 2023 - الساعة 05:49 م

طارق مفتاح
بقلم: طارق مفتاح
- ارشيف الكاتب


حقيقة توجع القلب ويتكدر الخاطر حقيقة دمرتنا وأفسدت مجتمعنا وجعلتنا نعيش في بلد كله نصب واحتيال وخيانة وفساد ،حقيقة حطمت هذا الوطن وحرمت حقوق الناس بسببها حقيقة جعلت الناس تعيش في مستنقع ملوث أصاب الجميع بالمرض والعدوى وصاروا مجبورين على الإنخراط في هذه الحقيقة
كل هذا يأتي من الجبناء إلذين تولوا زمام الأمور في بلادي،
عظماء في القبور وجبناء في القصور، على حساب من نلتوا هذه المناصب وعلى حساب من كسبتم هذه الثروات وعلى حساب من جلستوا على هذه الكراسي وحصلتوا على الرفاهية والرخاء والنعيم إلذي تصرفوه أنتم واولادكم كل هذا يأتي على حساب العظماء والشرفاء إلذين استشهدوا على هذا التراب الغالي إلذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الدولة ومن أجل الوطن ومن أجل الشعب والمواطن إلذي كان أملهم في الله ثم فيهم .

من يخبر العظماء في القبور أن من بعدهم حكمنا الجبناء ومسكوا زمام الأمور من بعدهم ليس من أجل اهدافكم إلتي قدمتوا أرواحكم من أجلها كلا وبلا أنهم رسموا لأنفسهم اهداف أخرى أهمها القصور إلتي هم فيها الآن هم وحاشيتهم بعيد عن واقعنا ومعيشتنا المزرية 
من يخبر العظماء أن الجبناء إلذين كانوا بالأمس في البيوت اليوم صاروا في القصور وفي الفنادق والفلل ورجال دولة تبآ لكل الجبناء إلذين لم تكن أهدافهم مثل أهداف الشهداء الشرفاء.

مات العظماء والشرفاء وحكمنا  الجبناء واللصوص والفاسدين عاشوا في قصورهم وتركونا نعيش في ظلمتنا وخوفنا وجوعنا وبردنا وقلة حيلتنا تركونا نعيش في صراع مع الغلاء المعيشي إلذي اشغلنا وشغل بالنا وتفكيرنا تركونا نعيش في واقع مخزي وحياة لا تتطاق ومجتمع جاهل وفاسد يختلط به كل أنواع الفساد والشر
ولكن لم تنتهي الحياة بعد فهناك الخير لم يموت وهناك العظماء والشرفاء ممن بقوا على هذه الأرض لم تكن الدنيا ملك الجبناء وحدهم ولم تكن الحياة دائمة لهم أو لنا.

وهناك واقع محتوم وحقيقة محققة هي أن العظماء والشرفاء إلذين تنكر لواجبهم بعض الجبناء لم يتنكر لواجبهم الشعب والتراب الغالي لقد مسجت دمائكم الطاهرة والزكية بهذا التراب الغالي لم يستطيع أحدا أن يغير ذلك حقيقة سوف تظل بقلوب الناس مهما عاشت وتتدون بالتاريخ مهما دام أنكم ابطال وأحرار كانت حياتكم من أجل وطنكم وموطنكم وشعبكم وحريتكم .

نسأل الله الرحمة والمغفرة لكل الشهداء وأن يجعلهم في منزلة عظيمة ورفيعة مع الشهداء والصديقين والصالحين اللهم آمين .