الدويلات اليمنية القديمة.!

كانت اليمن منذ نشأتها موحدة تحت ظل دولة مركزية يحكمها شخص يدعى (مكرب) او (مقرّب) أي قريب من الآلهة او وسيط بينهم واستمر حكم المكاربة زهاء 3 قرون كان آخرهم هو (كرب إيل وتر ابن سمع ذمر علي) .

استمرت هذه الدولة الموحدة رِدحاً من الزمن برز فيها تبابعة عظماء غزوا العالم القديم وملكوا الأقاليم السبعة ولم تقتصر إنجزاتهم في المجالات السياسية و العسكرية فقط بل كانت لهم صولات وجولات في مجال التعمير وشق قنوات الري وبناء السدود مثل سد مأرب العظيم المذكور في القرآن سورة (سبأ) - قصر غُمدان في إب - ومعبد سبأ .

مرحلة الدويلات المستقلة (1300 ق.م - 525م )نشأت في جنوب الجزيرة العربية 6 دول مستقله عن دولة سبأ المركزية وهم:(معين - سبأ - حضرموت - قتبان - اوسان - حميـر)  كان قيام هذه الدويلات في فترات زمنيه متداخله حيث انك تجد دولتين او ثلاث دول متصارعة تمتلك نفس النفوذ والقوه في نفس الفترة ونفس الوقت ولن تجد هذا الشيء في اي حضارة اخرى وهذا هو ما يميز تاريخ حضارة اليمن عن غيره من الحضارات 

مملكة معين: قامت مابين (1300-700ق.م) في منطقة الجوف ويعتبر المعنيون من اقدم الشعوب التي حملت لواء الحضارة في جنوب شبه الجزيرة العربية وكانت عاصمتهم (قرناو) ، وكانوا يطلقون على ملوكهم عدة القاب منها :(مزود) اي بمعني المقدّس ، (يثع) اي بمعنى المنقذ ، (يَطُوع) اي بمعنى الصادق. 

وكان عدد الملوك فيها مابين (23 - 29) ملكاً اشهرهم:

1- الملك (اليفع وقه) 

2- (وقه إيل) 

3- (ابو كرب يثع) 

4- (اب يدع يثع) 

5- (وقه إيل ريام) 

مملكة حضرموت: قامت في شرق اليمن على ساحل البحر العربي فيما بين (1020-290ق.م) وعاصمتها شبوه وكان حضرموت معاصره لدولة معين وقتبان وسبأ تميزت حضرموت بموقعها على البحر العربي إضافه الى مساحة حضرموت الشاسعة المليئة بالخيرات والمعادن . 

من اهم ملوكها:

1- الملك (صوفي إيل) مؤسس الدولة

2- (يشكر إيل يهرعش) 

3- (علهان بن يهرعش) 

4- (الزيلط يدع آل بين) 

مملكة قتبان 

قامت في غرب اليمن الى جنوب مملكة سبأ وعاصمتها تَمْنع (كحلان) حالياً في وادي بيحان اليوم (1000ق.م - 25 ق.م) 

وكانت فترة مملكة قتبان مقسمة الى ثلاث أسر :

1- الأسرة الأُولى قامت مابين (القرن السابع والخامس ق. م) 

واهم ملوكها (يدع أب ذبيان) 

2- الأسرة الثانية (300 ق. م) واهم ملوكها (ابشييم و شهر يجيـل) 

3-الأسرة الثالثة قامت مابين (100-25ق.م) واشهر ملوكها (هوف عم بوهنعم) 

مملكة أُوسان:قامت جنوب غرب قتبان في الفتره مابين (230-115ق.م) وسيطرت على القسم الساحلي من الإقليم الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية ومن أشهر ملوكها:

1- الملك (يصدق إيل فرعم) 

2- (عت بن ود) 

3- (معد إيل سلحان) مملكة سبأ:

يرجع بعض المؤرخين قيام هذه المملكة الى القرن العاشر ق. م بينما البعض يرجعه الى القرن التاسع ق. م. 

وكانت لدى مملكة سبأ علاقة مع ممالك حضارة بلاد الرافدين كما تذكر النصوص الأشورية السبأيه مثل (تجلات بلاسر) الأشوري و (سرجون الثاني)الآكادي و ابنه سنحريب ، كما ذُكرت مملكة سبأ في نقش سومري للملك (ارد ناتر) من أسرة لكش. 

وقد قسم المُؤرخون تاريخ سبأ الى قسمين رئيسيين معتمدين في ذلك على أن لقب حكام مملكة سبأً لم يكن ثابتاً بل كان متغيراً من عصر الى آخر وفقاً للظروف التي تمر بها الدولة وهما :

1- العصر الأول (950 - 650 ق.م) :

كان حكامهم يُلقبون باللقب (مكرب) وهو لقب ديني يعني مقرّب من الآلهة ، وكان بمثابة الواسطة بين الناس والآلهة وكانت عاصمتها سبأ في هذا العصر مدينة (صرواح) 

2- العصر الثاني (650 - 150ق.م) :

وفي هذا العصر نال حكام سبأ لقب وقدا هذا العصر بالمكرب (كرب إيل وتر) الذي حول لقبه من (مَكْرب)الى (ملك) وكانت عاصمة الدولة (مأرب) 

من أشهر ملوك سبأ:

- ملوك العصر الأول :

1- الملك سمه علي ينوف: مؤسس دولة سبأ 

2- يدع إيل ذريح : إبن سمه علي ينوف 

3- يشع أمر: ثالث الملوك

- ملوك العصر الثاني :

1- الملك كرب إيل وتر. 

2- سمه علي يعصب. 

3- اليشرح يعصب. 

4- يكرب ملك وتار.

مملكة حمير (115ق.م-525م): يُنسب الحميريين الى حِمير بن عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان 

قسم الباحثون مملكة حميـر الى عصرين :1- الدولة الحميرية الأولى (115ق. م - 300م) :

في هذا العصر كانت السيادة في مملكة حمير تحت إمارة ملوك لقبوا انفسهم (ملوك سبأ وذي ريدان) ، توسع الحميريين على حساب حضرموت وقتبان وبسطوا نفوذاً واسعاً  على جنوب بلاد العرب ، واضحوا عام (70م) قوة كبيره تسيطر على البحر الأحمر والمحيط الهندي و حضرموت وصولاً الى المناطق الداخلية التابعة لمملكة سبأ وجزء من الساحل الأفريقي و استولوا على الحبشة في القرن الأول للميلاد .

من اهم ملوك هذا العصر:

1- يزل بيان. 

2- نشأ كرب يمن يرحب. 

3- وتر يهمن. 

4- ياسر يصدق. 

مملكة حمير (300 - 525 م) :

كان ملوك هذا العصر يُلقَبون بـ ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات) ، واطلق المؤرخين على هذا العصر اسم(عصر التبابعة) لإنه في هذا العصر توحدت اليمن تحت حكم التبّع (شَمّر يَهْرَعْشْ) مؤسس هذا العصر المعروف عند النسابين (شَمْر يَرعش بن ناشر النعم) الذي حكم مابين (270 - 310ب.م) .

وقد تميز هذا العصر ان لقب المُلك تغير فأصبح (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات واعرابها في المرتفعات والتهائم) ، وقد دخلت الديانات السماوية (اليهودية والمسيحية) الى اليمن في هذا العصر .

من اهم ملوك هذا العصر:

1- التّبع شَمّر يَهْرَعْشْ. 

2- يريم يرحب إبن شَمّر يَهْرَعْشْ. 

3- ذي نواس الحميري

الغزو الحبشي الأول لليمن (حميـر) :في هذا العصر تحديداً  في عهد الملك يريم يرحب دخلت الحبشة اليمن وطرد ملكها يريم عام 340ب.م ، فقامت ثورات التحرير بقيادة ملكي كرب بهمن المعروف باسم (أبي كرب أسعد) حيث انتصر على الأحباش وتحرير اليمن عام 387ب.م 

الغزو الحبشي الثاني لليمن (حميـر) :كان آخر ملوك هذا العصر هو زرعه ذو نواس ابن تبان أسعد ابو كرب (510 - 525ب.م) وفي عهده كان الغزو والاحتلال الثاني لليمن ، ولكن هذا الاحتلال الغاشم لم ينعم باليمن حيث قامت العديد من الثورات اليمنية لكنها فشلت ، الى أن ظهر زعيم وطني و بطل قومي وملك حميري شامخ (سيف بن ذي يزن الحميري) ويُكنى (أبو مُرّه) ، سعى الملك سيف لتحرير اليمن حيث قام بتوحيد اقيال اليمن (من استجاب له فقط) ولكن ذلك لم يكفي لمناهضة دولة مدعومة من الإمبراطورية الرومانية ، عندما أدرك سيف ذلك طلب المساعدة من ملك الحيرة (النعمان بن المنذر الغساني) الذي بدوره ساعد سيف بن ذي يزن لمقابلة كسرى الفرس وطلب المساعدة منه و لكن كسرى رفض طلبه في بداية الأمر الاّ أنه ساعده في نهاية المطاف وامدّه بجنود بلغ عددهم 800 محارباً بقيادة وهرز من اشراف فارس ، نزلت قوات الفرس على ساحل عدن وقام سيف بحشد مناصريه من اهل اليمن ودارت المعركة ضد الملك (مسروق بن ابرهة) ، قتل مسروق في المعركة وبعد هذا المعركة طُرد الأحباش من اليمن للمرة الثانية ولكن هذه المرة بقيادة الزعيم (سيف بن ذي يزن) ، ولكن بما انه لا فرح يدوم ولا حزن يدوم ، فقد تم اغتيال سيف بن ذي يزن من قِبَل احد الأحباش ، وبعد مقتله تدخل الفرس وحكموا اليمن بشكل مباشر بقيادة (وهرز)  واستمرت الهيمنة الفارسية الى عهد الوالي (باذان) وفي عهده ظهر  نورٌ ساطع من قلب الجزيرة العربية ظهر الإسلام بقياده اطهر خلق الله (محمد ابن عبد الله النبي الأمّي)  وبعد فتره ليست ببعيده من ظهور الإسلام أسلم الوالي (باذان) وبذلك تكون اليمن انتقلت من الحكم الفارسي الى الحكم الإسلامي ، وكان لليمنيين صولات وجولات في الإسلام مالا يكفي الحديث عنه في أيام وليالي ، 

لذلك سنقوم بتخصيص بحث كامل لهذه الفترة العظيمة بعنوان (اليمن في صدر الإسلام) .