آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:53م

في وداع الشيخ عبد الله بن إبراهيم الدهمش

الجمعة - 02 ديسمبر 2022 - الساعة 07:19 م

عبدالكريم صلاح
بقلم: عبدالكريم صلاح
- ارشيف الكاتب


رحل الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن الدهمش إلى جوار ربه وترك خلفه إرثاً عظيماً متمثلاً في الأجيال التي تلقت تعليمها على يديه القرآن واللغة العربية والفقه والتوحيد في مدارس منطقة الدلم التابعة لمحافظة الخرج بالمملكة العربية السعودية، وفي أولاده الكرماء الذين أحسن تربيتهم وساروا على إثره .. وفي عطائه الكريم الذي أثمر خيراً .رحل المعلم ورجل الخير وبرحيله فقدت المملكة العربية السعودية أحد رجالها العظماء.

هكذا يحيا العظماء ويتركون بصمات بيضاء في الحياة ويقضون نحبهم في غفلة من الزمان دون أن تنتشي أرواحهم بنشوة المجد الذي صنعوه من عصارة فكرهم وإخلاصهم، ودون أن تثمل بصماتهم من خمرة ما أنتجته أياديهم من خير وعطاء في ميادين الحياة..

رحل الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن الدهمش إلى جوار ربه رحل الرجل الصالح البار أبيض اليدين رحل الهالة المتوهجة معلم الأجيال.

لأول مرة أجد قلمي جافاً حافاً، أشحذ مداده، أستجدي خطاه ليحاول وصف رجل أتهيَّب فكرة الحديث عنه؛ كوني لن أفيه حقه، 

وقع الخبر مؤلماً كأشد ما يكون الألم والوجع والفراق، زفرات ودمعات لا يطفئُها سوى الاسترجاع؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، ولا إله إلا الله ترطب ألسنتنا وتسقي أفئدتنا؛ وقد كان يرفرف بها - الفقيد - لسانه في حياته وحتى وفاته.

ماذا يسعني أن أقول في رثاء رجل عظيم كالشيخ عبدالله؟.. أجدني والله عاجزاً على المضي في الكتابة عنه؛ كونها لم تشف غلة! وقد ظللت أياماً مضت أحرك قلمي أسأله المسيل.. فكانت قطراته تتردد لعظم الخطب وجسامة التقصير.. فو الله أننا مقصرون في حقك ، كتابة مقالة ليست شافية.. فالسنوات التي قضاها أستاذاً ومعلماً للأجيال بحاجة لسنين من الكتابة علّنا ننقل شعلة ونبراساً لما قدمه الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن الدهمش. 

برحيلك أيها الكريم انكسرنا كسراً موجعاً، وكم هو مؤلم كسر الروح يا شيخنا، ففقدان من كان أباً وسنداً للجميع فراغ لن يمتلىء أبداً، فلك في قلوب الجميع صورة تزهو على كل الصور، نعتذر على كل كلمة شكر قد بخلنا بها عليك، ونعتذر عن كل قبلة لم نقبلها على رأسك الكريم عرفاناً بجميلك، لكن عزاؤنا أنك رحلت إلى جوار رب كريم وأننا لن ننساك ما حيينا

لا أنسى وأنا أضع القلم أن أعزي أبناءك أولئك الرجال الأوفياء السائرون على إثرك، نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما أعزي نفسي المكلومة، ولا يفوتني أن أعزي كل الأصحاب والأقرباء الذين يعرفونك عن قرب وكثب.