بعد انتهاء الهدنة لا حرب ولا سلام

في الـ 2 من أكتوبر 2022م انتهت الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية المتصارعة والتي دامت ستة أشهر ولم يتم تمديدها أو تجديدها منذ تاريخ انتهائها وبنفس الوقت لم يتم استئناف المعارك العسكرية أو إشعال الجبهات القتالية بالشكل الذي كان يتوقعه الجميع.

انتهت الهدنة ولم نرى بعد انتهائها لا تمديد ولا حرب ولم نشاهد في نتائجها أي مؤشر لنجاح حلم السلام وبنفس الوقت لم يقتنع الجميع من تحقيق هذا الحلم الذي أصبح صعب المنال.

أننا نبحر في بحر من سراب فتقضي نصف عام في الإنتقال من هدنة إلى أخرى ونقضي النصف الآخر من العام في التواصل واللقاءات مع الوساطات الخارجية والأممية من أجل التنسيق وإقناع الأطراف المتحاربة بالقبول بتمديد الهدن لأطول الاوقات.

وهكذا تمر الأعوام عام بعد عام في مهب الريح وبنفس الشكل الذي تم في ما سبقه من الأعوام دون إحراز أي نجاح أو أي تقدم في أي مجال من مجالات الحوار وبدون الاقتناع من الهدن واكذوبة السلام والاتجاه إلى الحسم عن طريق الحرب والقتال.

هكذا سنظل نقضي حياتنا بهذا الشكل الذي أراده المخرج وكبار تجار الحروب والذي يرتكز على بقائنا في منتصف النفق في حدود الموت والحياة وحدود النور والظلام وحدود الحرب والسلام وحدود النصر والهزيمة والاستسلام وهو ما يضمن إطالة أمد الحرب وتحقيق المكاسب واستمرارها باستمرار زمن الصراع والانقسام.