آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-09:06ص

أكتوبر سفر فعل نضالي

السبت - 15 أكتوبر 2022 - الساعة 06:59 م

فضل مبارك
بقلم: فضل مبارك
- ارشيف الكاتب


اكتوبر فعل ثوري لا يتجزأ ولا يقبل القسمة على اثنين اكتوبر سفر نضالي متواصل للانعتاق من كل شوائب الماضي نحو تجذير أفق وطني تمتد مساحته شاسعا لاحتواء واحتضان الباحثين عن الغد ظلا مشرقا حرية وتنمية وعدل ومساواة.

 تتسابق هامات أبناءه الغيورين تعانق الشمس تغازل المستقبل ينقشون في الصخر بأيديهم ليبقى فعل اكتوبر متوهجا.

اكتوبر سيمفونية عشق لا تنتهي ونهر عطاء لا ينضب  عندما نتذكر  بعد نحو ستة عقود من الزمن الرعيل الأول ممن حملوا اكفانهم على اكفهم فداء للوطن وفي سبيل تحريره من سطوة المحتل ، ونتخيل معاناتهم وهم يخوضون غمار مرحلة الكفاح المسلح حفاة جوعى غير مبالين بأن كل مخاطر الموت تحيق بأرواحهم ، فقط امامهم تتجلى راية نصر لوطن احبوه واخلصوا له وغايتهم أن ينعم  هذا الوطن بالاستقلال وان يكسر  ابناءه قيود الانعتاق ويستنشقون هواء الحرية . 

وحتى نقطع الطريق على مرضى النفوس من المتشككين بفعل أكتوبر فإننا نقول أنه بلا شك قد رافق مرحلة الثورة كثير من الأخطاء والسلبيات والتجاوزات ، ومنافق من ينكر ذلك أو يزعم أن فعل الثورة كان سليما مئة بالمئة ، لكن ينبغي النظر بالمقابل إلى الفعل الذي احدثته الثورة لعموم الناس من حرية وتنمية وعدل ومساواة في حدود امكانياتها كثورة ولدت في واقع ومحيط معاد لأي توجه ثوري وطني .

وفي ظل تجاذبات صراع دولي لا يترك لك مجالا لتحقيق رغباتك وتطلعاتك كما تريدها  وبذلك فان من ينصبون أنفسهم اليوم قضاة لمحاكمة مرحلة فعل وانجاز ثورة 14اكتوبر وفق ظروف ومعطيات اليوم ، فهذا تعسف ، واذا كان من اجراء محاكمة أو تقييم لهذا الفعل فانه ينبغي ان يكون وفق ظروف ومعطيات تلك المرحلة وما رافقها من انقسامات دولية لدول العالم الثالث بين معسكري ( الرأسمالية والاشتراكية ) .

 ألا يستحق منا هذا "الكتوبر " أن نسكنه حنايا الضلوع وأن نهفو نحوه بابتسامة قلوب صافية تلغي احتقانات صراعات ماضينا الأليم.. ونتجه صوب تقوية روابط الإخاء والتراص.

يقول الأجداد إن "اليد الواحدة لا تصفق" وكما قيل: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت آحادا".

أيها الثوار الأحرار إن اكتوبر كان وسيبقى قصة عشق لا تنتهي أبدا.

في هذه اللحظات أتذكر أستاذنا في مادة اللغة العربية معهد 14 أكتوبر بالمعلا.. المغفور له بإذن الله الشاعر والأديب محمد مجذوب علي حينما طلب منا كتابة قصة /موضوع تعبير عن أبيات الشاعر العظيم محمود درويش التي أدركت اليوم معناها بعمق وفهمت مغزاها بمحتوى أكبر يقول الدرويش:

وأبي قال: ذات مرة الذي ماله وطن ماله في الثرى ضريح ونهاني عن السفر واجدها مناسبة للتذكير: 

الوطن يتسع للجميع.. وطن بحجم آمالنا وتطلعاتنا.. يحتضن كل أبنائه دون تمييز، وطن لا يعرف الكره والبغضاء.. وطن لا يعرف غير لغة التسامح ولا يجيد سوى مفهوم التصالح.. 

اللهم أشهد.