آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

من القصص التي جعلتني أغادر صنعاء خائفا أترقب..!!

الأحد - 09 أكتوبر 2022 - الساعة 09:23 ص

محمد الخامري
بقلم: محمد الخامري
- ارشيف الكاتب


بعد نكبة 21 سبتمبر 2014 كنت اقود سيارتي في السائلة بصنعاء.. استوقفني طفل مبحشم لم يبلغ من العمر 14 سنة على الأكثر، وبجواره برميل عليه علم الصرخة الحـوثية..
طلب مني البطاقة الشخصية ودخل راسه إلى سيارتي ليفتش عن السلاح في جيوبي..

📌 كان شبيهاً بشقيقه الكبير جدا (صديقي من أسرة هاشمية عريقة في ذمار)، قلت له انت اخو فلان، قال نعم هو اخي الكبير، فقلت له سلم عليه..
اعطيته اسمي ورقم هاتفي ليعطيه لشقيقه..
احمرّ وجهه خجلا من التفتيش واعتذر بطريقة مبالغ فيها، وهذا ديدن اليمنيين الذين يألفون ويؤلفون إلا من شذ منهم وهم قليل..

📌 بعد يومين تقريباً مشيت من نفس الطريق ووصلت إلى صديقي الصغير وابتسمت وسألته عن حاله فزرّ وجهه بطريقة أزعجتني وقال جنِّب وخبط السيارة، توقفت على جنب وطلب مني النزول وفتشني وسيارتي تفتيش دقيق، وخبط ثاني مرة على السيارة وقال حِن.. لاعاد تهدرش كثير..!!

📌 استغربت جدا من هذا التصرف واتصلت بشقيقه (صديقي القديم) وكنت قد التقيته آخر مرة قبل عدة سنوات، وظننت انه سيرحب بي ترحيبا حارا كما كان يفعل في السابق كلما التقينا او سمع صوتي، لكني فوجئت بتغير نبرة صوته وحدتها.. سألته من معي؟ 
قال الرافضي (وذكر اسمه)..!! 
تلعثمت وقلت له ايش فيه.!!.
قال ماتشتي، قلت له كنت اشتي اسلم عليك واشتكي باخوك الصغير؛ نعث لي السيارة نعث (قلتها ضاحكا)..!!
رد مباشرة وانت ليش خايف، او عادك متواصل مع خبرتك الوهابيين لاجتثاث الرافضة..!!

📌 صدمني بنبرة صوته واسلوبه وعنجهيته التي لاتتماشى مع شخصيته الهادئة المسالمة الوديعة جداً فيما مضى.. ولم أدر كيف أنهي المكالمة، فإذا به يقول تذكر لما كنت تقول في مسجد الاسطى يومياً اللهم اهلك الرافضة ومن شايعهم..!!
قلت له ايش فيه، عن ايش تتكلم وليش ترفع صوتك، مافعلت، قال ولاشيء.. اوبه لنفسك وخليك يمني ولاتضطرنا ندخل لابطنك، امن الوطن مابش فيه صفاط.. وأنهى المكالمة..

📌 كانت هذه المكالمة إحدى المؤشرات التي دعتني للانكفاء على نفسي 9 اشهر وعدم الخروج من البيت، ثم وفي اول فرصة سانحة غادرت صنعاء إلى القاهرة، وقد ذكرني بها قصة الشاب الاصلاحي (الهاشمي) الذي وشى بكل زملائه في الحي وأصبح سجانهم..

📌 أتحدث وأمقت القبح والتعصب الأهوج الذي أبداه بعض الهاشميين مع جماعة الحوثيين بعد سيطرتهم على الوضع، لا على الهاشميين عموماً كفئة وشريحة كبيرة ضمن شرائح المجتمع اليمني، فيهم الصالح والطالح، فآفة الرأي التعميم..
ما أبشع التعصب، سواءً كان للمذهب او الحزب او الجماعة او التنظيم، او حتى السلالة والعرق والقبيلة..
#الصورة تعبيرية، ولم أذكر اسمه لأنه قد قتل هو وأخوه الصغير وأخ ثالث في جبهاتهم، لذلك سقطت العداوة الشخصية، وبقيت العظة والعبرة من هكذا عقليات متعصبة..