آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-07:53م

حسابات السلام الإقليمية في اليمن.

الأربعاء - 05 أكتوبر 2022 - الساعة 07:50 م

د.باسم المذحجي
بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


المجتمع المسيطر هو مجتمع المتحاربين في اليمن، وبالتالي فثقافة السلام المحلية لامحل لها من الإعراب، فعندما يتحدث البعض عن تثبيث وقف إطلاق النار، ستجد البعض يهدد باستهداف إكس أو واي من الأهداف خارج الحدود اليمنية،  وتسيد الموقف لهجة أقليمية بحسابات دولية ، و كأن السلوك العدواني الإقليمي هو السائد، بل يدار بإعلام موجه ، ويسير بنا  نحو حلقة مفرغة من اللامسئولية على المستوى الوطني.

أصعب أزمة تمر بها اليمن هي مرحلة التغيير، فترك السلاح، والنأي بالنفس عن الحسابات الأقليمية، وتغيير الوضع الحالي لايصب في صالح ٩٩% ممن يتواجدون في المشهد اليمني يومنا هذا،و١٠٠% من يديرونه من وراء الحدود.

الأمم المتحدة تسير بنا في إتجاة السلام بحسابات محلية بنكهة أقليمية، وهي بذلك مناقضة لرغبات المتحاربين هناك، وليس هنا، وكأن المتحاربين هناك  يفرضون شروط الحرب هنا ومابين هلالين (في اليمن) ، فدفعوا الرواتب مالم سنستهدف أبار النفط للشركات العالمية، أو فتحوا الموانيء والمطارات مالم فسنحرق أرامكواوجبل علي، بالإضافة للكثير من التطورات العسكرية التي كشفت عنها إيران في قلب العاصمة صنعاء ،وتحمل رسائل واضحة نحو المندب ،والبحر الأحمر، والبحر العربي، وأخيرا ليس بأخير دول الخليج العربي على وجة الخصوص.

إشعال الصراعات ،وصناعة الفوضى ،وعسكرة المشهد اليمني، وتصدعات جذرية في الهوية الوطنية ،والتحول الكارثي في النسيج الاجتماعي اليمني هي بالإساس لغة الحسابات الأقليمية ،ولاتمت بصلة للحسابات اليمنية، كما أن التنقل في ملف مفاوضات السلام في اليمن هو بالإساس تنقل لوجهات الحسابات الأقليمية، ثم الصراعات الدولية.

إن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من ردود الفعل لترجيح كفة الحسابات الإقليمية فقط دون غيرها من الحسابات الوطنية،وعليه فمن يعمل لصالح حسابات داخلية وطنية محلية فسيستسلم استسلاما كاملا، أما من يعمل لصالح الحسابات الإقليمية فسيناضل نضالا مريرا لصالح  المسار المتعدد الأطراف الذي يشمل طهران ،وبغداد، وبيروت، ودمشق، وكلها حسابات تحد من فرص السلام ،وتقتل ثقافته بلارحمة داخل الجسد اليمني، ولاعزاء للمتحاربين.

*باحث إستراتيجي يمني.

دكتوراه في النوع والتنمية.