آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

عيوب متجذرة فينا

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2022 - الساعة 05:56 م

ناصر علي الحربي
بقلم: ناصر علي الحربي
- ارشيف الكاتب


العيوب المتجذرة فينا تكمن في حب الذات ونبذ الاخر. فكل طرف فينا يسعى لأقصى الاطراف الاخرى حتى ينفرد لوحده في السلطة ويستحوذ على كل شيء.

وللأسف الشديد لم نحرر أنفسنا من هذه العيوب حتى اليوم.. وحتى نعترف بهذه الحقيقة المريرة دعونا نتذكر متى ظهرت هذه العيوب فينا وكيف تضاعفت وسارت الى الاسواء.

كانت البداية في العام 1967 عام الجلاء البريطاني من الجنوب ...فحتى ذلك العام وخلال (129 سنة) للاستعمار البريطاني عاش الجنوبيون ومعهم الشماليون والصومال والهنود وحتى اليهود وغيرهم من الجاليات الأخرى التي كانت مقيمة في عدن وبعض المناطق الجنوبية بأمن وسلام.

وبريطانيا تتجهز للرحيل من الجنوب وتحديدا في النصف الاخير من العام 1967 حين لم يتبقى لها الا تواجد بسيط في عدن. كان عليها ان تحدد الجهة التي ستسلمها الجنوب بعد الاستقلال... وعليه ولان الجبهة القومية وجبهة التحرير هما الفصيلان اللذان كان لهما كل الدور في مرحلة الكفاح المسلح.

فمن هذه اللحظات بدأت العيوب تسري فينا وكانت بداية الأقصى والتفرد في السلطة ومن اجل السلطة بدأت اول حرب اهلية طاحنة بين الجبهتين واستلمت الجبهة القومية البلاد وتلاحقت الأحداث والصراعات المؤلمة بعد الاستقلال نتذكر منها الاتي:-

* حركة يوليو واغسطس من عام 1968 التي استهدفت القيادات العسكرية وبعض قبائل العوالق وردفان والصبيحة وغيرها من المناطق التي تعرض أبنائها للسجون والاقصاء والتسريح والنزوح.

* الانقلاب على الاب الروحي للثورة قحطان محمد الشعبي وسجنه حتى الموت وتصفية مناصريه وحادث طائرة الدبلوماسيين النخبة وما قبلها وما بعدها تشهد على تلك التصفيات الظالمة في حق الجنوب.

* السبعينات وما شهدته بعض القيادات العسكرية والقبائل في محافظة ابين وبعض المناطق الجنوبية الأخرى التي تعرض أهلها للسجون والتصفيات والاقصى والتسريح والنزوح.

* اغتيال سالمين ورفاقه وتعرض مناصريه للسجون والتصفيات والاقصى والتسريح والنزوح.

* احداث يناير المشؤوم النكبة الكبرى التي الحقت اضرار جسيمة في البشر والممتلكات لا تنسى ولا يغفر لمسببيها.

* مماحكات ما بعد الوحدة وما شهدته اليمن من صراعات بلغت ذروتها بحرب 1994 التي استكملت تدمير ما تبقى في الجنوب ...

لا لي اي مصلحة او هدف مما ذكرته الا ان اسمع كل خير وان تتعظ قيادات البلاد من دروس وعبر الماضي وتعمل جاهده للحيلولة دون تكرار هذه العيوب.