آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

استشراء المحسوبية والشكوى منها أمر سيء

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2022 - الساعة 01:53 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


تستمر الروابط العشائرية والأسرية في التأثير السلبي على تشكيل الهياكل الإدارية والتنظيمية لمؤسسات الدولة، مما يقوض ثقة السكان في السلطات، التي تغض البصر عن انتاج النسخ المكررة من الاقارب الفاشلين والفاسدين في اجهزة الدولة.

ان تقديم شكوى ضد المحسوبية في اليمن يعتبر عملاً سيئًا ، و بالنسبة للشخص الشاكي ، فأن أمره يرقى إلى مستوى الخيانة  ، كما تلصق بالشخص الشاكي مصطلحات مثل الواشي والشيطان والمفتري والكاذب والسبب في حدوث ذلك هي المحسوبية المنظمة وثقافة الخوف والصمت و  عتسبر ، عتمشي السارية في المجتمع .

من أين أتت فكرة ان الشكوى ضد المحسوبية في مجتمعنا فكرة سيئة ومعيبة؟ ولماذا حان الوقت لتغييرها؟ الامر ببساطة  يكمن في المجاراة غير المنطقية وغير العقلانية لنقل اسلوب الاستحواذ على مؤسسات الدولة من قبل عائلة او شيخ قبيلة الذي كان سائد في المحافظات الشمالية قبل الوحدة ،عندما كان الشخص  يدخل  الى اي وزارة من اجل انجاز معاملة او البحث عن عمل فيجد نفسة امام وضع غريب وهو ان غالبية موظفي الوزارة اقارب وعائلات وفي علاقات مصاهرة مع المسئول او المدير، وللأسف تم نقل هذه الظاهرة الخطيرة الى بعض مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية  ، التي عملت فيها اجيال قبل الوحدة بضمير حي  بعيد عن الرشوة والفساد  .

المحسوبية في بلادنا اصبحت تمارس علنًا فقد حكى لي أحد الاصدقاء عن قصة وظيفته الغريبة بإحدى مؤسسات الدولة اليمنية قائلا تم تعيني في احدى الادارات التابعة لمؤسسة حكومية مهمة وبعد فترة من مداومتي للعمل عرفت انني وبقية الموظفين في هذه الادارة مجرد ضيوف، والعمل في هذه الادارة غريب، اخت المدير مسجلة معنا وغير موجودة ونشاط الادارة انتقائي وبزنس يدار من قبل المدير وزوجته وقريبته ومن منزل المدير الذي نقل اليه بعض الاثاث والانترنيت والنثريات والبريد الاليكتروني والطابعة الحديثة واوراقها.

عرفت بعدها ان لدينا ارشيفين واحد في الادارة رسمي خفيف بملفات ديكوريه واخر في منزل المدير دسم وسري ، وعندما تقدمت بملاحظات  ضد هذا الوضع الغير قانوني الى المسئول الحكومي الاعلى ،الذي كانت بدايته ايجابية ، وبدلا من ان يحترم ملاحظاتي من خبرتي السابقة كمستشار هدد بنقلي الى ادارة اخرى ليس لها علاقة بتخصصي ، وعلى ما يبدو بسبب اطراف داخل المؤسسة يتجنب الاحتكاك بها ، بعضها فاسدة وخطرة وتجاهر بسلطة موازية للرسمية  وتعمل على زيادة الأثراء الشخصي من الوظيفة الحكومية . 

المحسوبية في جوهرها هي عدم احترام الذات، ومن يطغي في ممارستها ليسوا جزءًا من البيئة البشرية الوطنية ، لان تأثيرها على التنمية  الاجتماعية والاقتصادية التنظيمية سلبي و  كارثي وفي اغلب قوانين دول العالم ،التي تحارب الفساد يُطلب من الأشخاص المرشحين لمنصب متعلق بأداء وظائف عامة أو ما يعادلها إخطار إدارة الوزارة كتابيًا بالوظيفة التي يشغلها اهله أوأقاربه او الأصهار في هذه الوزارة او المنظمة ، حتى تحمي الدولة حقوق الموظفين ويشعر كل موظف بالحماية من القرارات غير العادلة .