آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:36م

" الشكنك كام والصحاح نام "!!

الإثنين - 03 أكتوبر 2022 - الساعة 12:00 ص

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


من الأمثال الشعبية العراقية النادرة الاستخدام  :
شكنك : أجزاء الطابوق ( كِسر الطابوق ) وهي فارسية الأصل
كام :  قام أو نهض وبرز أو اشتهر 
الصحاح : الطبيعي أو المتكامل وهنا يقصد طابوقة غير مجزأة أو مهشمة .
ومعنى المثل إن كبار القوم في المكانة أو العلم أو المال خذلتهم الدنيا وأصبحوا في أسوء حال ، بينما الحثالى والمحتالون واللصوص والجهلة حلوا بدلهم . بمعنى ارتفع الثرى ليحل بدل الثريا قسرا ،  وباللهجة العراقية  ( صارت للمايسوة ، واليسوة صار تحت الرجلين )!!. 
وبلادنا اليوم تعج بـ ( الشكنك) الذي ( كام) وشاخ بالاكراه  ، في حين أن علية القوم في دورهم خامدون ، أو خائفون ،  أو عاطلون  ، او هاربون ،  او مهجرون ، وماتبقى منهم أغلبية صامة. 
اليوم لاشغل لنا سوى إلهائنا بـ :  استقبل حسون  حنون حيث جرى بحث موضوع البزون واقبض من دبش ، تحقيق مكاسب للشعب وأواعدك بالوعد وأزكيك ياكمون ، سقطت صواريخ كاتيوشا  ، أطلقت صفارات الانذار ، قُصفت الخضراء ، قُطعت الجسور ، سُدت الشوارع ، رُفعت الحواجز الكونكريتية (الصبات)، أعيدت الحواجز الكونكريتية ،  خرجت التظاهرات ،  عاد المتظاهرون لدورهم ، استشهد عدد من الشباب ،   قُطع الانترنت ،  قُطع التيار الكهربائي ، أدخلت المخدرات ، فرهود .حرمنة ، ملفات فساد ، ملفات كساد ، اختلاس ، احتباس ، احتجاج ، ارتجاج ،عجاج،  نزاهة ، سفاهة ، تفاهة ،  وزارة المالية تبحث اسباب ضياع ترليون دينار عراقي من حسابات مصرف الرافدين !!!!!!!!، تخريب ، تسريب ، وهم ، هدر ، جدر ، قبغ ، انهيار ، نضبت الأنهار ، جفت الأهوار،  التصحر والجفاف على الأبواب ، ذئاب ،ثعابين ، انعدام اللقاحات ،  اعتقال نشطاء ، قصفت مناطق آمنة ، تدخل  سافر بشؤون العراق( على اساس مايعرفون)!! ، مرضى العراق يترددون للهند وكردستان ،أجرى عملية وسرقت (قلاقيله) ،  التعليم في العراق خارج مؤشر دافوس العالمي لجودة التعليم ، أي خارج تصنيف مستوى الجودة ، فنقول لمن أوصلنا لهذا الانحدار ( هلهليلة هلهليلة شايل ال…….بشليلة) ، وفلان ذيل ، وعلان ولائي ، وهذا لوكي ، وغيره صكاك ، وذاك جاحد، حالات الطلاق بالجملة ، عطالة ، بطالة ،  فضائيين ، مثلية ، سيبندية ، سختجية ، وسبحان الله حتى الغبار اجتاحنا ولم نألف ذلك من قبل .
أما  التجهيل المؤدلج  فحدث ولاحرج ،  تصوروا نحن قد ولجنا الألفية الثالثة وانهمكنا بالتحول الرقمي ، ومع ذلك تجد أن  هذا يتضرع للخروف لينال مراده ، وآخر للسخان ، ومنهم الى النخلة ، وبعضهم الى جرار زراعي ، وحتى عمود كهرباء (الله يصعقهم ) ،  وغيرهم يقلد الكلاب ويزحف على ركبتيه ، وقد خلقهم الله في أحسن تقويم وفضلهم على الخلق أجمعين  ، والدين منهم براء ،   وهكذا بتنا ( كالشكنك ) ، والسبب واضح هو ان (الشكنك كام والصحاح نام)!!.
يقينا  يابن آدم سيجتمع عند الله الخصوم ،   وخصوم ( الشكنك ) هم التأريخ والشعب والشهداء والثقافة والكرامة والمصداقية  والعزة ،  ولابد (  للصحاح ) أن ينفروا قريبا خفافا وثقالا ، وسيضحون بالغالي والنفيس من أجل إعادة الأمور الى نصابها الطبيعي لأنهم ظلموا ..وفي الظلم قال سيد البلغاء عليه السلام :
لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مرتعة يفضي الى الندم 
تنام عينك والمظلوم منتبه 
يدعو عليك وعين الله لاتنم