آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

تفاوض الضحك على الذقون!

الإثنين - 29 أغسطس 2022 - الساعة 04:59 م

د.علي العسلي
بقلم: د.علي العسلي
- ارشيف الكاتب


جرت العادة أنه يسبق كل تمديد هدنة ((تفاوض)) بشأن فتح طرق ومعابر تعز للضحك على اليمنين فقط!؛فقبل انتهاء الهدنة بساعات او أيام يحصل حراك وتحركات واتصالات ولقاءات وضغوط دولية.. تسفر تلك الجهود الشكلية عن جمع وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثي المنقلب للتفاوض! يتم التفاوض والنتيجة ترحيل في ترحيل! وتصبح تعز دائما شماعة الفاشلين والعاجزين عن اختراق شيء ما؛ يسمح بالوصول الى السلام الشامل العادل في اليمن!؛ فتعز رغم التفاوض الذي يبدو كله ضحك على الذقون؛ ورغم مناقشة تعز في كل المحافل؛ ويصاغ بحقها في فتح الحصار في كل البيانات والمواقف؛ غير أن تعز تظل في موقعها وظروفها على حالها؛ ومعاناتها تزداد ضراوة؛ ومع ذلك فلا تزال حالمة في دولة، وحالمة في تنفيذ وإعمال القانون، وحالمة في وصول السلع والخدمات إليها، وحالمة في الحصول على مياه نظيفة وكهرباء، وحالمة بإنهاء الحصار عليها من كل اتجاه؛ وفتح طُرقها الرئيسية.. حالمة بكل شيء جميل، حالمة بعودة الهدوء، لتقوم بدورها في تعليم الناس العلم والثقافة والفنّ، كونها العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية!!

تعز باستمرار تفاوض المتفاوضين بشأنها تعيش في حصار منذ أكثر من سبع سنوات، وحتى من قبل ذلك بعقود؛ تعز يحيط بها المعسكرات وموجه إلى قلبها الدبابات ويعتلي الاسطح القناصة.. وفي اثناء التفاوض في تعز تشق طرق عسكرية حوثية بحجة فتح معاير، فيريد القتل فيها!؛ تعز الموت يحيط بها من كل اتجاه؛ وفي شتى المجالات؛ ولم تسلم من طيش الشواذ في لحظات النشوة؛ إذ يرسلون قذائفهم على أي حي من احيائها المسالمة؛ وطبعاً النتيجة من تلك القذائف قتل أطفال ونساء وأناس أبرياء، كانوا في شارع أو في منزل اثناء وصول تلك القذائف من مرسليها الشواذ الهمج!

تعز رغم التفاوض الشكلي المستمر بشأنها؛ إلا أنها ربما قدرها ان تبقى تعاني من صعوبات جمة في عمليات نقل السلع والخدمات، وفي تنقل انسانها بسهولة ويسر من دون معوقات أو من التعرض أبنائها للإهانات من هناك؛ من الآتين من شمال الشمال، او في المقلب الأخر عندما يتنقل أبنائها باتجاه مناطق سيطرة الشرعية!؛ هكذا هي تعز أيقونة للمعاناة، للحصار، للتمييز!؛ وهي رغم ذلك أيقونة مقدسة للسلام؛ أو لمن يبحث عنه؛ وأضيف أنا أصبحت ايقونة فضح الجميع؛ فهي كاشفة وفاضحة لكل من يضحك على ذقون اليمنيين، لا سيما التعزيين منهم!

باسمها يجتمع مجلس الامن ويدعوا الحوثين بفتح طرقها تمهيدا للسلام، وأصبحت تعز أيقونة الأحاديث والمواقف فلا تخلوا بيانات البيت الأبيض والخارجية الامريكية من ذكرها عند ذكر اليمن؛ وذكرها عند لقاءات جرت للرئيس اليمني ووزير خارجيته مع سفراء امريكا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول الإقليم كلها تتحدث عن تعز وفتح طرقها!؛

يحمي وطيس التفاوض عند قرب انتهاء كل هدنة بساعات، وتنسى بعد ذلك طول مدة الهدنة وهكذا يضحكون جميعهم على الذقون.. لكن.. تعز ستظل لعنة تلاحق الانقلابين الحاقدين عليها، وتكشف مكرهم، وعدم الوفاء بعهودهم؛ وتكشف المبعوث الاممي والامريكي وعجزهم عن فتح طريق فكيف سيصنعون سلام عادل وشامل ودائم في كل اليمن!

وبالختام تعز هي محك حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي؛ فهي تُكسب الشرعية مزيدا من الثقة والرضا، كلما زاد اهتمامهم بها، وجعلها أولوياتهم والعكس أيضاً هو الصحيح!؛ وتعز كذلك هي تفضح المتفاوضين ومقدرتهم بشأنها؛ وكذا كل الافاكين باسمها! نقول لمن يستخدمها شماعته الإنسانية؛ كفى ضحكاً على الذقون، والله المستعان