آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-11:59م

الأسرة المنكوبة

الأربعاء - 10 أغسطس 2022 - الساعة 05:57 م

فيصل الشميري
بقلم: فيصل الشميري
- ارشيف الكاتب


كانت هناك أسرة واحدة يسودها التفاهم احياناً واحياناً كثيرة المشاكل والنزاعات، لكنها تظل أسرة.. فصالح ربُّ الأسرة، وصلاح الأبن الأكبر، ثم شاكر، وناصر، والأخوة الصغار باعث وعبدالحق ونصير وبعض الأطفال، وعاشوا في أسرة واحدة عهداً من الزمن، فظهر لهم أخ غير شقيق أسمه حارث، فعل بهم الأفاعيل ستّ مرات، في كل مرة يدّعي أنه صاحب البيت ويسقط، وأتفق معظم الأخوة على أن حارث مُخطئ، وأن البيت للجميع، وأن ما يدعيه قد سقط قبل بضعاً وخمسون سنة،

 وفي العام الحادي عشر بعد الألفين، كبرت المشاكل بين صالح وجميع أخوانه، بإيعاز من الجيران، الأقرباء والبعداء وبلبلة ووجع من الداخل، وظل الأمر بينهم سجال، فتحالف حارث الخبيث مع بقية الأخوة وأستغل الموقف والحظوة، وظل تحت الستار ينتظر الفرصة،  فقرر صالح أن يذهب لتحكيم منصور ليقبل أن يكون الحكم في إدارة الأسرة، وأستعانوا بجمال وزيان وبعض الحمقان، وظل الأمر بين معمعة وإستحمار، فأستغل صالح الأوضاع وقرر أن يتحالف مع حارث، على بقية أخوانه، وحدثت قصة غريبة حين أفاق صالح من هذا التحالف ليجد نفسه مكسور الرأس، وحارث استحوذ على معظم غرف البيت الفاعلة والمتراس، فظهر نقنوق في الغرف السُفلية يدعي أنها حقّه وأنها لم تسقط منذ بضع وعشرون سنة، فأضطر منصور بالاستعانة بسعود وزايد وبعض الجشائب، وهم نفسهم في البيت من زمان ساهب، فكثرت المشاكل ودخلوا في العرض والطول والمعايب، وأخذوا ما أستطعوا وعينوا عمال مأجورين على ما أستحوذوا، وكل يوم مشاكل جديدة وديعة وهمية ووقفة مخفية، و ثمان سنوات لا حارث فهم أنه لا يصلح أن يقسم البيت، ولا عيال صالح فهموا أن البيت للجميع كما كان، ولا صلاح فهم أنه مخدوع أبله، وأنه وقود لمشاكل لا ناقه له ولا جمل زيدان، وعياله مُطاردين،بين الأوطان. أما شاكر وناصر كالعادة يقفوا مع الأقوى وعيالهم منقسمين بين حارث وغالب وماصر، والمشكلة الحقيقية ظلت بين نقنوق وحارث، اللذان يريدان أن يأخذان البيت بما حمل، مع أن زايد وسعود موافقين لكن بشرط يعطوهم الغرف الحلوة مقابل التدخل وحق القسمة،

وكل يوم مشاكل لهذه الاسرة المنكوبة من مربأ ودنع و زعت وضبياء واليوم "وشبه"، والحلّ كلُّ الحل لتعود الأسرة المهفوفة على طبيعتها أن يجتمع الأخوة جميعاً وأن لا يستعينوا بأحد، ونعود إلى الثاني عشر من بعد الألفية لتعود الألفة والمحبة الوجيهية، والسند المسندوة، ونحتكم إلى المسودة والتقليم المعهودة، حتى يفتح الله على الذي كان سعيد في تاريخه، ويأتي لنا بحجاج بالحق عنيد لا توريث ولا تصفير ولا سكسوكه، فلا ديمقراطية نفعت ولا تعددية أعتلت ولا موارد ومقدرات الأسرة سلمت، ولا جامعة الدول العربية وقفت، ولا الأمم المتحدة عدلت، ولا العيال كبرت، ولا فهمت. سلمكم الله صلوا على رسول الله - الباحث عن الأمل.