آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-04:54م

23 يوليو يوم اسود اكتست فيه زنجبار بسواد

الجمعة - 22 يوليه 2022 - الساعة 06:13 م

غسان جوهر
بقلم: غسان جوهر
- ارشيف الكاتب


23 يوليو يوم المجزرة الرهيبة ويوم الحزن الذي خيم على مدينة زنجبار في صبيحة ذلك اليوم الذي اقدمت فيه قوات الأمن المركزي والنجدة والجيش الشمالي ومعهم من عملاء وخونه جنوبيين على قتل متظاهرين جنوبيين خرجوا يطالبوا حقهم في العيش بكرامة لكن صدرت اوامر من اللجنة الأمنية بأبين بمنع اي تجمع او فعالية وأمرت تلك القوات بضرب المظاهرة وقتل المتظاهرين السلميين وكان القتل مع سبق الاصرار والترصد وانتشر القناصين على ظهر المكتب التنفيذي للمحافظة وعلى سطح المباني العالية .

وفي الصباح طوقت الفعالية بتلك العربات وحشدت لها تلك الاسلحة من مدرعات وأطقم وجنود مدججين بمختلف الاسلحة لاجل شي الا لقتل ابناء الجنوب الذين احتشدوا من بقاع الجنوب العربي للمشاركة والاحتفال بعيد ثورة مصر العروبة مصر عبدالناصر قلب الأمة النابض وهذا ما ازعجهم وظنوا بانهم بقتل المتظاهرين بوحشية سيخضع لهم ولم يعلموا بانهم بجريمتهم اشعلوا نار جهنم على انفسهم وزادوا نار الثورة اشتعال وابا شعب الجنوب الا أن يكون هو القوة التي زعزعت عروشهم واربكت حساباتهم ، شعب لا يبالي بالجبروت والطغاة واثبت بانه شعبا عظيم بعظمة تاريخه ، وتاريخ أجداده ، فسقط اكثر من ٣٠ بين شهيد وجريح وروت دمائهم ارض زنجبار الحبيبة وامتزج دماء ابناء الجنوب في ذلك اليوم  معا في مشهد عظيم ، وانطلقت التكبيرات وعلا صوت الحق يهز اركان سلطة الباطل ، ودب الخوف والرعب في قلوب جنودهم وعملائهم امام شعبا لا يملك سوى سلاح الايمان والارادة .

ففي ذلك اليوم تواجه الحق والباطل وجها لوجه وكانت الغلبه للحق الجنوبي رغم هول المجزرة والفاجعة وخرج شعبنا منتصرا قويا متمسكا بحقه في الحياة ،ذلك اليوم حزينا بكل معاني الحزن والالم وكان مفترق وبداية قوية لكفاح شعبا ابا الذل والخنوع لاعدائه فسقط فيه خيرة ابناء الجنوب وكان لزنجبار النصيب الاكبر من الشهداء ، فودعت زنجبار فيه فلاذات اكبادها ومعهم اخوانهم من ابناء الجنوب .

زنجبار لبست ثوب الحزن ولكنها خرجت منه قوية لانها هي من توحد الجنوب عبر كل مراحل النضال الجنوبي كيف لا وهي مسقط راس سالمين القائد وباني الارض والانسان فرحمة لكم يا شهداء ٢٣ يوليو وستظل ذكراكم في عقول الاجيال .

ودعا يا عوض الدابية و يا مهدي القعيطي وعلي الغاز وبن عيدروس وسمن وكل من سقط معكم ومن لم تعيني الذاكرة على ذكرهم لانهم بالقلب باقون ولن نهادن بدمائكم وسنقتص من القتلة وسنحاكمهم امام المحاكم الانسانية والدولية ، فناموا يا شهداء ٢٣ يوليو غريري العين لن شعبكم لن ينسا تضحياتكم وسيشهد التاريخ والدنيا كلها بان ذلك اليوم هو يوم المجزرة الذي اكتست فيه زنجبار بسواد.