قتلوا الحمادي…. ثم ماذا؟؟؟
عادل السبئي
في كل مرحلة من مراحل الصراع السياسي اليمني منذ قيام الجمهورية وحتى الوقت الحاضر، يذهب ضحيتها رجل وطني… بدءاً بالشهيد القائد علي عبدالمغني ، الذي غدر أثناء خروجه الى مأرب لتصفية فلول الملكية المتوكلية هناك ، ومرورا بـ الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي الذي غدر به في عزومة غداء مع اخوه الشهيد عبدالله الحمدي ، ولن يكون آخرها الشهيد القائد عدنان الحمادي .
وفي كل مرحلة من تلك المراحل يبرز نشاط لجماعة الإخوان المسلمين _إن لم يكونوا مباشراً يكونوا طرفا فيه _ فهم يعملون بكل ما أوتوا من مكر، ودهاء ، وخبث ، للانقضاض على الحكم ، وبشتى الوسائل ومهما كلفهم ذلك الأمر وكلف الوطن من ثمن .
يتذكر الجميع بكل حسرة ، وندمْ ، ووجعْ ، والمْ… كيف تطورت مراحل عملية اغتيال قائد عسكري ، ورجل وطني من طراز فريد بدءاً من التحريض ضده ، وتأليب الناس عليه بدعوى التآمر ضد تعز، ووصولا الى عملية الاغتيال.
لقد كان كبش فداء راح بين عشية وضحاها ضحية لجماعة مجنونة متعطشة للدم والسلطة في آن ، تصنع المستحيل للوصول الى أهدافها مهما كانت الوسيلة خبيثة ، ومهما كان ذلك الجرم جسيم .
ويظل سؤال البسطاء : اين الحمادي؟ ولماذا قتل؟ وعلى يد من؟
لقد اتهم العميد عدنان الحمادي بحمايته قيادات عسكرية تتبع طارق صالح ، وإيوائه لأسرهم ، واستقبال أسر نازحة اخرى فرت من جحيم الحرب ، وظلم الحوثي ، وجبروته في مناطق سيطرته في صنعاء ، وعمران وحجة ، والمحويت ، وذمار فلجأت إلى تعز لـ إيمانها بقدرة تعز على حمايتهم ، وبالتالي سيكونون في مأمن من كيد الحوثي وغدره فكان هناك الحمادي .
لكن لجماعة الإخوان رأي آخر….
فاختاروا سبل الشيطان واستعملوا وسائله وعظيم حيله من كذب وزيف وتلفيق وادعاء باطل من أجل تضييق الخناق عليه ، والضغط اعلاميا وسياسيا وحتى عسكريا من خلال عمليات الحشد والتهديد باقتحام الحجرية ونشر الاشاعات المغرضة بأن الحجرية فيها مندسين وعناصر حوثيه محاولة لتأليب الناس عليهم مستغلين عاطفة الناس وتوجههم الجمعي .
فالحماقات التي ارتكبتها ، ومحاولة خلق الفوضى في مناطق سيطرة اللواء 35 ، وزرع الفتنة بين ابنائه من اجل الاقتتال ، وعملية التحشيد والتجنيد غير القانوني ، ومن خلال تشكيل وحدات عسكرية خارج سيطرة الدولة سميت بقوات الحشد الشعبي وعسكرت بيفرس اضافة الى تفريغ الجبهات من القوات التي على خط التماس مع قوات الحوثي ، وتوجيه دفة المعركة الى الداخل والغرض كله كان التوسع على الأرض فأختلقت الذرائع لذلك ، ولا يهمها إن كانت هذه الذرائع ، واهية وكاذبة او ان كانت الحجة ضعيفة.
ولما عجزت عن زرع الفتنة بين ابناء الحجرية لتأثير الحمادي الكبير فيهم ، وفشلها في تفكيك قوات اللواء 35 مدرع ، وهز اركانه رتبت لجريمة كبيرة للتخلص من قائدهم.. فكان اغتيال العميد الحمادي.