آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-05:28م

الاخفاقات الوطنية ومسألة الدين واللادين!!

الأربعاء - 15 يونيو 2022 - الساعة 04:56 م

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


تبدو قضايا الدين مهيمنة على المزاج اليمني هذه الايام وليس حياته المعيشية ومستقبله السياسي.

الالحاد والايمان من القضايا الثانوية في حياة الناس عامة وخصوصا لو كان المجتمع فاشلاً ويتضور جوعا ويعاني من الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشديد, ولكنها وياللغرابة فجأة تتصدر الحياة اليومية في اليمن, وربما هي احدى طرق الهروب للأمام من مواجهة الاستحقاقات الحقيقية والتحديات الملحة بمعارك دنكوشوتية لا نهاية ولا طائل منها.

يبدو اليمني في حالة تأهب قصوى لمحاربة الالحاد او اعتناقه, ولكن ليس لديه نفس الاستعداد والتأهب لمواجهة مشاكل فقره واسباب تعاسته اليومية، من المرجح ان الفشل العميق في الماضي واقتصار دوره على ان يعيش في الهامش الديني نقله الى خوض تلك المعارك بحماس كبير، تفسير يبدو مناسب وخصوصا لو اضفنا اليه الإلهاء والذي يستخدمه البعض لتحقيق مكاسب اخرى من وراء الهاء الناس بهذه المعارك الترفيه.

في بلد ثري ومتقدم مثل الولايات المتحدة الاميركية، يعاني المجتمع من مشكلات عدة ولكن الناس يركزون فقط على مشكلاتهم الاقتصادية اليومية وهي اولويتهم القصوى، مسار السياسة والفكر يحدده الرخاء الاقتصادي والازدهار المعيشي ، مسائل مثل الايمان والالحاد فردية واخر الاولويات، حتى انها ليست بشكل جدي على متن الرحلة اليومية.

اعتقد ان الإخفاقات العسكرية في ساحة المواجهة مع الحوثي وهيمنة الجماعات الدينية السلفية والجهادية في المناطق المحررة  خلقت هذا الحالة الظرفية للنقاش حول مسألة الدين واللادين، ومن ثم رفض الدين هو رفض للحوثي ولتلك الجماعات ولكونه ايضا يستمد مشروعيته منه.

اي انها ليست حالة طبيعية ونضج فكري او معرفي في المجتمع اليمني بقدر ما هي تنفيس وهروب وردة فعل مؤقتة ونتيجة للفشل في ارض المعركة العسكرية وفي المعارك الاخرى التي خضناها منذ 2011 تحديداً.

الامر اشبه بمن من لا يقدر نفسه ولا يعرف ما يفعل فغير ملابسه ونبرة صوته متصوراً ان  ذلك قد يجدي.