" ذكريات مؤلمة "

قبيل غروب شمس الأصيل بلحظات ذهبت لحديقة مدينتنا التي تركتها منذ عقدين كاملين وجلست ع نفس الطاولة التي كنت أقعد عليها معها قبل أن تفارق الحياة وتتركني لذكرياتنا المؤلمة...
وعلى نفس الطاولة وجدت علبة سجائري الخاصة بي فأخذتها وأخرجت منها سيجارة لكني لاأجد ما اشعلها به فقد كانت هي من تأخذها من يدي وتضعها بفمها لتولعها لي كالعادة ...
بينما أن ممسك بسيجارتي غارق بذكرياتي أتتني شابة في مقتبل عمرها وريعان شبابها وجلست إلى جواري بنفس المكان التي كانت تجلس عليها رفيف...
كانت تشبها في جميع تصرفاتها إلا ملامحها ...
إذ أن لكل واحدة ملامحها الخاصة بها وجمالها الخاص ...
أخذت السيجارة من يدي وأشعلتها ثم ردتها واختفت ولم أدر كيف اختفت وأين ذهبت ....
تركتني وذهبت أفتقدتها كرفيف وكأي شيء اخر في حياتي...
نعم أفتقدتها كباقي الأشياء التي تغادرني دوما من فرح وسرور وأصدقاء وأخلاء وحبائب...
أخرجت دفتري ونظرت فيه لأجد تآريخ زيارتي لتلك الحديقة...
التي كان قبل عشرين عاما ....
والغريب أن الساعة واليوم والشهر كانوا جميعهم متشابهون ...
دونت التآريخ والزمان والمكان ربما أعود إلي هذه اللحظات فيما بعد وأجدها ذكرى مؤلمة كسابقتها....

 #خربشات مـــالك السروري