آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

تطبيق بنود الهدنة الإنسانية بهذه الطريقة يكشف حقيقة أخرى !!

الثلاثاء - 17 مايو 2022 - الساعة 02:11 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


منذ اللحظة الأولى لإعلان الهدنة الإنسانية شددنا على أهمية مبدأ المزامنة بين بنود الهدنة وعدم التهاون أو تقديم ما سيبدو حينئذ ملحقا مخزيا لتنازلات مؤثرة هدفه إسترضاء الحوثيين تحت رداء المسؤولية الأخلاقية والإنسانية .

مع الأسف حدث شيء من ذلك القبيل، وهو مايؤكد - في تقديري - أن استمرار سير عملية إنفاذ الهدنة الإنسانية وفق هذا المنحى إنما يضعنا أمام عقد توافق غير معلن وحقيقة أخرى بشأن ذلك تتلخص في أن بنود الهدنة الرئيسية لم تكن بالأساس سوى إشتراطات الحوثيين المعلنة سابقا لقاء قبولهم دعوات وقف العمليات العسكرية والهجمات الصاروخية على السعودية.
أي أننا في خضم صيغة سياسية أولية لإتفاق وقف إطلاق النار باليمن وهي الأرجح نتاج الحوارات السياسية التي جرت ولازالت تجري في عمان، وأن تلك الصيغة قد عقدت توافقا تحت ذريعة هدنة إنسانية لأغراض سياسية تتعلق بضمان تطبيق ما أتفق عليه هناك وسهولة تسويقه واقعا .

أعلن أمس عن أولى رحلات الطيران عبر مطار صنعاء وبجوازات صادرة عن سلطة الحوثيين فيما احيلت بقية بنود الهدنة وتحديدا فتح المعابر ونقاش آلية تنفيذها إلى حديث أخر منفصل مع المبعوث الأممي، وهنا نستطيع القول أن الحوثيين قد كسبوا الجولة الأولى وحققوا نصر سياسيا بأقل كلفة لاسيما حينما تنضج ثماره على طاولة الحوارات القادمة .

دعني اخبرك ذلك بعبارة أخرى ! لقد انفت قيادة التحالف حقيقة الإعتراف بفشلها في إدارة الصراع باليمن ووجدت صعوبة في الحصول على طريقة ذكية لتجميل صورة ومشهد الإنسحاب المخيب لها، فتولى المبعوث الأممي عنها مهمة تسويق ذلك الفشل في هيئة هدنة إنسانية، وبمكر وإنتهازية قايض الحوثيون خلالها طارئ الجانب الإنساني الذي تعيشه البلد بمطالب خاصة وعناوين ملتوية حملت في جوفها مكاسب سياسية لها قدرة تمكين سلطة الجماعة كثيرا وتعزيز موقفها التفاوضي أكثر .

ويبدو هنا أن الطرف الآخر قد آثر القبول والإمتثال لما كان مستحيلا قبل سنوات طالما أن ذلك الخيار يصنع له مخرجا ناعما من مأزق الحرب .