آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-09:42ص

حكم الأمس واليوم

الإثنين - 14 مارس 2022 - الساعة 08:46 م

أصيل الربيزي
بقلم: أصيل الربيزي
- ارشيف الكاتب


كانت النظرة للحكم في أيام الصحابة أنه ليس للوالي من المال العام إلا راتبه لأنه موظف عند الأمة ويأخذ راتباً من مالها لقاء وظيفته تلك وليس الأمة موظفة عنده يعطيها ما يفيض عنه !

حتى أن الراتب من بيت المال تورّع عنه أبو بكر الصديق أول الأمر حتى أن جاء إليه أناس يحتكمون في أمر لهم فلم يجدوه ، فإذا هو في السوق يكسب رزقه كاي إنسان يعمل في السوق ليكسب رزقه

فقال له عمر: من أين يا أبا بكر ؟
قال: من السوق !
قال: ما ينبغي هذا ، ومن يقوم بحق الناس ؟
قال: فمن أين أعيش ؟
قال: تأخذ ما يكفيك من مال الدولة نظير أن تقوم بأمرهم !
وكانت هذه أول مرة في التاريخ يتم فيها تحديد راتب لرئيس دولة !!

رحم الله الصحابة الأخيار كانوا نمومذج يقتدي به في الحكم ! إخلاص، وأمانة، وعدل، لأنهم كانوا يعلمون أن الحكم أمانة والأمانة تبرأت منها الجبال،

أما اليوم وبعد ألف وأربعمائة سنة إبتُلينا في وطننا بسلسلة من الحكام لا يخافون الله، ولا يحترمون قانون الحكم، همهم الوحيد من الحكم جني المال لهم وذويهم يعتقدون أن الشعب موظف لديهم وتناسوا أنهم موظفون لدى الشعب،

هذه الآفة الحاكمة: أبكت ام  لم تستطيع تأمين رغيف الخبز لأولادها
واذلت أبٌ سهر الليالي الطوال ليحمي حدود البلا

وجعلت أعز الناس يٓمدُ يده لكي يلاقي خبز يسد به رمق جوعه

وجعلت الاطفال يتاما والنساء أرامل وثكالى بفتيل حرب اشعلوها لا أجل أن يستمرون في الكراسي

هذا الآفة: كسرت حلّم شاب يطمح لدراسة الجامعة
وحرمت ملايين الأطفال من الدراسة
لا أجل بناء مجتمع جاهل

وكممة الأفواه وجعلت الوطن سجن كبير
 وجعلت الهروب من الوطن حلّم يتفاخر به كل الشباب

هذا الآفة: طغت وتجبرت وظلّمت و ذلت و اهانت كل موطن، 
وكافئة أولادها وأقاربها ومن يقرعون الطبول لهم ليلاً ونهاراً

أما حان وقت التخلص منها ؟