آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36م

النوم المجزأ

الإثنين - 14 فبراير 2022 - الساعة 08:37 م

بشير عثمان
بقلم: بشير عثمان
- ارشيف الكاتب


الى ما قبل شهرين كنت "انام " بمعدل 8 - 10 ساعات ، استيقط على صوت المنبه مغمور بالنعاس، وبالكاد ارتدي جواربي الى موعدي ( ان كان لدي موعد).
مؤخرا تغير الامر معي، واصبحت انام ساعتين ثم استيقظ فجاة ، ثم اقضي وقت طويل في محاولة العودة الى دفعة ثانية او للحصول على قسط ثاني، احيانا اقضي اربع وخمس ساعات في المحاولة، ثم ان نجحت انام ساعتين واستيقظ مجددا، اصبحت بالكاد احصل على قسط نوم. بعد ذلك اشعر طوال اليوم بصداع خفيف واني لست على ما يرام.

اليوم وبالمصادفة فتحت النيويورك تايمز وطالعني اول موضوع حول مشكلة النوم المجزأ، التي يعاني منها الكثيرون مثلي. كان هناك اعتقاد ان المشكلة في الاضواء الصناعية وما انتجته الحضارة الحديثة، ولكن اكتشفوا ان ذلك ليس السبب، بل العكس اكتشفوا ان النوم المجزأ كان شائعا قبل الثورة الصناعية ، كانت الممرضات والاطباء ينامون نوم مجزأ، وارجع ذلك الى مشكلة الجائحات المرضية التي ظهرت في تلك الفترة.  رجحوا  بعد ذلك التوتر ، ولكن ايضا ليس سببا مباشرا لذلك، مقال طويل في الحقيقة يناقش المشكلة فقط، ولكنه لا يقدم سببها او حلها، ثم يؤكد ان النوم الصحي ٨ ساعات ولكن كيف نحصل عليه اصبح مشكلة رغم محاولتنا ذلك.
بعد فشل الكاتب في اعطائة اجابة محددة ، ينقلك الى مقال في صحيفة التايمز البريطانية ويشرح اشتكاء القراء من نفس المشكلة قبل سنوات ، والنقاشات التي دارت مع الخبراء والعلماء.
في التايمز يقول العديد من المستشارين بانا قد لا نعود الى طبيعتنا السابقة، اي النوم الطويل، وهذا الامر مخيف بالنسبة لي للغاية ، فانا احب النوم بشكل لا يصدق. 
ولان النقاشات في التايمز لا تصل الى نهاية،  وتستمر كجدل بيزنطي ، تنقلك التايمز الى مجموعة من مقالاتها التي تحوي نصائح لفوائد النوم وكيفية الحصول على نوم هادي وصحي، كشرب البابوينج .

اصبحت الحياة تعبث بنا في حلقة مفرغة لا نهاية لها ، ومثل عبث الصحافة.