آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-03:40ص

الصراع ليس محلياً.. والخيانة ليست وجهة نظر

الإثنين - 20 ديسمبر 2021 - الساعة 11:11 ص

كوثر شاذلي
بقلم: كوثر شاذلي
- ارشيف الكاتب


لاشك أن جميعنا تنتابه حالة من الاشتباك بين المعطيات والهزائم المتكررة التي تزيد من توسيع حجم الفجوة بينهما لتعيد لحياتنا حالة الإنكسار ومسالك الخطأ غير القابل للتصويب الا بمغامرة أخرى أكثر وأشد خطورة وتعقيدا لاتترك الوطن والمواطن إلا أشلاء غير قابلة للملمة على المدى القصير أو المتوسط.. تغذي كل هذه المغامرات السياسية والعسكرية حالات الانقسام والتشظي وتعميق الجراح التي تلغي أي فكرة لإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف والطيف السياسي .. خاصة وإن الغالبية من هذا الطيف لايستوعب الأهمية والحاجة للأخلاق في إدارة الاختلاف السياسي.. ولا يفهم ضرورات سيادة اللغة التصالحية البعيدة عن الاستفزاز والتلويح بالقوة والعنف مع من نختلف معهم من أبناء الوطن. 

لايفهم البعض لماذا وكيف ينبغي أن يبتعد عن شيطنة الآخرين وتخوينهم ولا يقر هذا البعض أنهم ليسوا ملائكة لأن الملائكة لا تسكن الارض ولا تمارس السياسة التي يعد مفهومها وفلسفتها ( المصالح) وتوازن المصالح يحتاج بالضرورة لتوازن الرؤى والأفكار والقبول بها .. ولا يمكن أن تدوم طويلاً فكرة أن يستتر هذا البعض خلف مصطلح ( مصلحة الوطن)فيما لم تتحقق للمواطن أبسط الحقوق أو المصالح !! كيف يمكن الحديث عن الوطن ومصالحه والفساد أصبح حالة عامة وثقافة أهل السلطة والسطوة ..والخيانة أصبحت في بلادنا ( وجهة نظر) يقيم لاهلها الف حساب وتتم مكافأتهم باعلى المناصب والمراكز بلا مؤهلات سوى ( وجهة النظر)

تُرى من يملك أن يقود إلى تلك الحالة؟؟؟؟؟؟

أنهم للأسف مجموعة من البشر كُلفوا بمشيئتهم هم لإنشاء واقع وحقائق على الأرض لاتقبل الا بمزيد من تعقيد الوضع وزيادة وتيرة وحدة  الصراع والاحتماء بأجندات لا تقبل سوى برهن السيادة وتحقيق مصالحها فقط والمعطيات  التي لا يملك المواطن تغييرها فإنه هو الذي يتحمل نتائجها ومعاناتها التي تفرضها ذات العقليات التي تعود الى الواجهة وإلى القيادة لاندري بحكم الموروث أو التوريث أو بأي حكم أو مبرر ؟؟؟  ولاشك أن هذا الزمن اصبح اكثر تعقيداًوصعوبه وتداخلت حديتاً وبصوره لم تعد مستترة وبلا مواربة مصالح وموازين قوى خارجية وإن شكل الصراع وإن حاول البعض إن يجعله محليا فإنه قطعا ليس محليا وانه تغير عن سابقات الصراع بين (الاخوة…….. ) لقد اصبح اشد خطرا من أي وقت مضى بمساعدة عودة العقلية التي انتهجت أساليب البطش والقهر والقمع والقوة في مواجهة الاختلاف والتنوع  مما قاد وسيقود بلادنا الى مرحلة أطول وأعنف من سابقاتها لمزيد من العنف والدم والتخوين والإقصاء في أحسن الأحوال سبيلا للتخلص من اي رأي او فكرة او مشروع وطني قد يعيد بناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد  فيما لو استمعت الأطراف لبعضها. 

إن اتساع مساحة الأخطاء والفشل  وتراكمها  أكانت من منظور من يتسبب بها صغيرة أو كبيرة  فإنها تقود إلى قناعات الرأي العام الجمعي لخلاصة إنها امتداد لما كان وأنه لا يمكن أن يقودنا اليوم الفاشلون والاتباع و جوقة المداحين وضجيجهم مجدداً بالاختيارات الخاطئة والقرارات الخاطئة وبمفردات ومعطيات خاطئة لتنفيذها عنوة وتلقي بتبعات الفشل ومترتباته الخطيرة على الشعب الذي لم يختار ولكنه هو من دفع ومازال يدفع الثمن.

الوقت مازال فيه بقيه اذا ماقرر الجميع ترك السلاح جانباً والاستماع لما يريده جموع الشعب لإنقاذ البلاد والعباد وبتحقيق شراكة عادلة (وطنية) لكل أبنائه وسيادة العدل وقبول الكل بالكل والاحتكام للقانون والمؤسسات وإعطاء كل مواطن حقه بحسب الكفاءة والمؤهل والخبرة لابحسب المنطقة والقبيلة وأهل الثقة وذوي القربى .. نستطيع أن نجعل للخصومة شرف مهما بلغت خلافاتنا السياسيه والفكريه والثقافيه .. وان لا نؤجج خلافاتنا واختلافاتنا ونحولها لصراع دموي أو حرب لاتبقي للوطن والإنسان شئ وليست في مصلحة أحد ، نعم نستطيع إذا تحررنا فعلا ولم نحوّل خصومتنا السياسية إلى عداء وتخوين وتزييف للحقيقة وإذا ما كان فعلاً انتمائنا وولائنا لبلادنا خالصاً  وكاملا ًغير منقوصاً.