آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:20م

كانت احلامنا تعانق السماء

السبت - 04 ديسمبر 2021 - الساعة 09:35 م

علي عمر الهيج
بقلم: علي عمر الهيج
- ارشيف الكاتب


كانت احلامنا تعانق السماء لم نترك محفل ولا مسيره ولا مهرجان الا واطلقنا حناجرنا نصرخ من شدة ظلم ومظالم العسكري المحتل ..
حملنا أمنياتنا وقضيتنا ايام وليالي نسامر القمر والنجوم واناشيد عبود خواجه تنشد بقدوم زمن جديد وعهد جديد نقطف فيه ثمار دوله ونظام وخدمات ومجتمع ..
مددنا أجسادنا المنهكه في اكواخنا وافترشنا الوديان والساحات والشوارع والطرقات مؤمنين أن لدينا رجال صالحين لن يتركونا
في تلك الخيمه كان هناك ضباط وطيارون ومهندسون ومشاه وقادة المدرعات ورجال بحريه كبار تم تهميشهم في زمن الاحتلال..
كانو منهكون يحضرون معهم أدوية الضغط والسكر والألم ورغم هذا كانو حاضرون مؤمنون بعهد جديد واستعادة وطن ونظام مختطف..
وكانت لنا ما اردنا ..
تم طرد المحتل وعساكره..
ثم جاء الحصاد..
غاب الأمن والرغيف وانتشر الظلام وذىاب تعوي في مدينه خاربه كالاطلال
استفقنا..
ما الذي يحدث فقالو لنا أن هذه هي :
( قضية الجنوب الكبرى )
اصبنا بالذهول والفزع الأكبر فذهبنا إليهم وقلنا لهم يا ايها الشرفاء المناضلون : 
_ نحن نموت جوعا
والظلام يلف المدن..
_ نحن بلا مرتبات 
نحن بلا غاز الطبخ 
_ نحن لم نعد نملك أجرة المواصلات 
_ نحن نقصف في بلدنا والانفجارات تدك شبابنا وأطفالنا...
_ لا يوجد لدينا وجبة يوم واحد وأطفالنا يصرخون ..
_ نحن من كنا أمس سويه نجتمع من أجل استعادة أرضنا الجنوبيه فهل عرفتونا ؟؟
فوجدناهم ينزلون من سياراتهم الفخمه وخدودهم حمراء وكروشهم منفوخه يلبسون ( عقالات التحرير والسيادة ) 
هرولنا إليهم نحييهم ونكتب لهم شكاوي بانقطاع الراتب فاعترضتنا جيوشهم وشاصاتهم فمنعونا من الجلوس معهم..
بقت عيوننا تراقبهم يصعدون المنبر ثم كتبو لنا لوحه كبيره مكتوب عليها : 
( الجنوب قادم وما تعايشوه اليوم هي قضية الجنوب الكبرى ) 
ذهبنا اليهم نستفسرهم اننا بلا مرتبات وقد كان المحتل السابق لم يتركنا هكذا نموت جوعا..
فجائو الينا بعساكرهم وقالو من الذي قال إن المحتل السابق افضل منا ؟؟
فوقفنا بين ايادي رجال الثوره والتحرير والسياده مثل الغرباء ترتعد مذعورين..
ظنينا في البدء أنهم يمزحون..
ولكن بعد ان هجم العسكر على أحدنا واقتادوه إلى السجن أدركنا اننا أمام حقيقه مره وقاسيه..لقد استخفو بنا
لقد باعونا بدراهم الداعم لبطونهم..
لقد غدرو بنا 
لقد ضحكو علينا..
ثم حجزو تذاكر السفر وقلنا لهم اين ذاهبون؟
فقالو ذاهبون لنحمل قضيتكم الجنوبيه الكبرى في المحافل الدوليه ..
قلنا لهم نحن جنوبيون كنا بالأمس نفترش معكم ساحات الحريه والكرامه ضد المحتل وحاليا  لا نملك قيمة العشى..فانقذونا
فابتسمو وقالو : 
سنعرض مطالبكم هذه على لائحة اتفاق الرياض ومجلس الأمن..ثم غادرو واعطونا ظهورهم ..
القضية التي تترك شعب في العراء بلا رغيف هي ( قضية الجنوب الكبرى للطبل والزوامل فقط ) 
لو دامت لغيركم ماوصلت اليكم ..
والايام دول ..
علي الهيج