بعد سقوط صنعاء واجتياح الحوثيون معظم المدن اليمنية، أقدم قيادي بعثي موالي لسوريا وإيران، برفع بلاغ كيدي ضدي، واتهمني بالعمل لصالح دولة أجنبية كمحاولة للانتقام على إثر خلافات سابقة نشبت بيننا منذ كنا في ساحة الجامعة عام ٢٠١١م. عقب إرسال البلاغ الكيدي إلى مكتب الحوثيين في صنعاء، ومن حسن حظي كان أحد الموظفين صديقي منذ ما قبل ظهور الحوثي وهو من ذمار وكان زميلا لي في جامعة عدن ، حيث اتصل بي من جوال شخص آخر وقال لي عليك أن تغادر صنعاء.استغربت من حديثه وحينما سألته ماهي الأسباب ؟قال : هناك بلاغ ضدك مقدم من فلان بأنك عميل ومخبر تعمل لصالح دولة كذا.رديت : لن أغادر صنعاء لأني واثق من نفسي، ومقدم البلاغ انسان كاذب ويحاول أن ينتقم مني وذكرت له تفاصيل الخلاف! قال : هل انت مستعد أن تواجهه عندنا في المكتب؟قلت : نعم.وعلى هذا اتفقنا، وبعد يومين اتصل بي طالبا مني المجيئ إلى مكتب الحوثيين في خط المطار، وفعلا تحركت، ووصلت بعد العصر بوقت قصير. وبينما كنت جالسا في صالة الإنتظار فجئة ظهر صالح الصماد،ومعه ٢ مرافقين، حينها كان مازال رئيسا للمكتب السياسي للحوثي، قبل أتفاق الشراكة بين جماعته وحزب المؤتمر والذي بموجبه تم اختياره لرئاسة المكتب السياسي التابع للطرفين! نهض الصديق الحوثي من كرسيه، وسلم على الصماد وقال له، هذا جمال الغراب. ألتفت الصماد نحوي وصافحني ، ثم أخذ بيدي ودخل مكتبه وانا معه. جلس على كرسيه وَقال لي بالحرف الواحد؟ كم تستلم يا غراب من دولة كذا؟ قلت : من عشرة إلى ١٥ الف بحسب التقارير الذي أقدمها لهم. نظر في وجهي وهو يضحك ثم قال : باين عليك واثق من نفسك. رديت : واثق من نفسي كجبل نقم هذا واشرت بيدي نحو الجبل. ثم قال : قلي بالصدق ايش القصة مع فلان، مقدم البلاغ. شرحت له كل التفاصيل، وقلت له اتحداه أن يثبت صحة كلامه، وإن اثبت فأنا ابصم على نفسي الان بأن تعدموني بمدفع. قال : ونعم بك هذا الي نشتيه، ثم رفع السماعه واتصل -السلام عليكم استاذ(... ...) كيف حالك؟ -عليكم السلام، الحمدالله بخير. - ايش قصة جمال الغراب، سأله الصماد؟ رد : هذا عميل لدولة كذا.. قال الصماد : هل عليه اثباتات؟ فرد : انا شفته بعيني وهو يدخل سفارة كذا. قال الصماد : ايش رايك تجي تواجه هو الآن موجود عندنا من أجل نتخذ ضده إجراءات. -تقاعس وقال مشغول وعندي مواعيد مع، وذكر أكثر من سفير! قال الصماد : يالله خير، مع السلامه واطبق السماعه. ثم اخرج قلم من جيبه وأخذ ورقة صفراء من على مكتبه وسجل عليها رقم وقال لي : مع السلامه ياغراب انت رجال وانا متأكد أن ماعليك شيء، واي حد يعترضك او يحصل لك حاجة ، اتصل على هذا الرقم، ثم اعطاني الورقة حيث اخذتها ومشيت بعد حالي.اسجل هذه الشهادة لله والتاريخ، والحقيقة بأن صالح الصماد كان من أفضل القيادات الحوثية وأنبلهم.
