آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-08:55ص

إلى المعنيين بالشأن القضائي

السبت - 31 يوليه 2021 - الساعة 11:01 ص
مناف الهتاري

بقلم: مناف الهتاري
- ارشيف الكاتب


 

أيها المعنيون بالشأن القضائي

من قضاةٍ ومحامين وحقوقين

وأساتذة قانون

أن المتأمل لحال القضاء والقضاة في بلدنا ووضعنا الراهن بالذات ليجدُ فراغ القضاء من العدل وغياب القضاة عن الحكم وبين هذا وذاك ضاعت هيبة القاضي ونيل من استقلال القضاء وعُطِّلَ العمل بالقانون وغاب صوت الحق ومات الضمير وتدثر البعض بصفات اهل النفاق واستعان الفارغ بمن يعينه على تغييب العدالة واستحضار البنادق والبيادق لتكمم الافواه وتقيد الحريات وتعبثُ بالشريعة والقانون فلا صوت يعلو فوق صوتها.

كل هذا يحدث في بلدي وفي ساحة القضاء وبأيدي قضاة لم يرقبوا في مؤمن الا ولا ذمَّة، فلا ضير ان غاب النور الذي يضيء للناس دروب الحياة؛ اذا كانوا هم يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام؛ وظهر الانتصار للذات وحب الأنا بعيدا عن حاجة المجتمع لدرء المفاسد وجلب المصالح؛ وفكروا ومكروا وخططوا ليجعلوا من مصالحهم الشخصية عنوان غيضهم وثورتهم محطمين كل معاني الحرية والنبل والكرامة والإخاء والمساواة؛ فالفضائل في قاموسهم لا تحمل الا ما يتناسب واهوائهم وشهواتهم؛ وليذهب العامة والبسطاء من الناس الى الاحتكام للفوضى وأخذ الحقوق وانتزاعها بلغة القوة والعنف للقادر؛ وترك الضعيف لحقه قهرا لا رضا لغياب العدالة وقلة الناصر وتسابق الناس على ابواب أرباب المصالح والمنافع ومن بيده القوة التي يبطش بها بطش الجبابرة متناسيا ان القوة لله جميعا.

فيا معاشر أهل السياسة اختلفوا واحتربوا بعيدا عن محراب العدالة وساحتها فهي الملاذ الآمن لكم ولغيركم وهي المنجي للسفينة من الغرق؛

وتبا لمن ساس القضاء بلغة السياسة؛ وأحضر في مجلسه الفسيفساء والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما أهل لغير الله به ثم يبغي النجاة وينشد الحرية ويروم العدل وقد نال من حملته وجعلهم في مرمى سهام الجهلة والمنافقين والسفهاء والحمقاء والمغفلين؛ يلوكونهم بألسنتهم وينالون ممن هم أطهر وأشرف منهم وأعني بذلك أعضاء السلطة القضائية فهم أعرف الناس بالحق وأعلمهم ببواطن الأمور ومقاصد الشريعة فعجبا كيف ارتضى البعض من منتسبي هذه السلطة أن يذهبوا بالولاية التي حباهم الله بها ليضعوها بيد من يدوسها بنعاله كل يوم وليلة؛ وأي جهل هذا الذي أصاب فئام من القوم حتى جعلهم في منزلة الهوام والطوام ويصدق في وصفهم لفظ الرويبضة الذي اتاح له الزمان والمكان متنفس لحديثه ورواج لفكرته التي تقوده نحو حتفه ومصيره السيء؛ فكل المآلات لأفكار عباد الذات لها خاتمة هامان وفرعون ومن على شاكلتهم.

فهلا انتبهنا من غفلتنا وانتصرنا للمظلومين واوقفنا العبث والفوضى التي حلت واستفحلت بساحة القضاء ونالت من القضاة؛ إني لأرجو ممن ذكرتهم بداية أن يبادروا بإصلاح ما أصاب القضاء والقضاة من العطب وان يجدوا للمشاكل الحلول الشافية والكافية وان يطلقوا سراح العدالة في أقرب وقت ممكن.