آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

المرأة والعنف !!

الجمعة - 30 يوليه 2021 - الساعة 09:50 م

العارف بالله طلعت
بقلم: العارف بالله طلعت
- ارشيف الكاتب


تعتبر المجتمعات الإسلامية أقل المجتمعات في استخدام العنف مع النساء ففي أوربا وأمريكا تطالب النساء بإنشاء جمعيات لحماية المرأة من اعتداء الرجل بينما في المجتمعات غير الإسلامية يتم الضرب بقسوة وبدون ضرورة وفي أوربا وأمريكا بدأت النساء وبإعداد كبيرة يتعلمن الكاراتيه ووسائل الدفاع عن النفس حتى يستطعن الدفاع عن أنفسهن من الرجال 

ففي الغرب ظهرت مؤسسات خاصة لحماية المرأة من ضرب زوجها وقسوته ففي فرنسا وحدها ظهرت بعض الدراسات أن ظاهرة ضرب الزوجات تزايدت لتصل العام الماضي إلى 30 ألف زوجة .

والإسلام يعالج الأمور من أرض الوقع ويضع في ميزانه الشرعي تقديرا للحياة الزوجية في ظروف الضيق والخلاف الذي يحدث في محيط الأسرة قد تكون المرأة هي السبب فيه .فقد وضع الإسلام منهج العلاج . يقول الله تعالى : (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا أن الله كان عليا كبيرا ). فبدأت الآية بالوعظ أي التخويف من عقاب الله عز وجل في الدار الآخرة وقد ورد في ذلك جملة من الأحاديث النبوية مثل قوله صلى الله عيه وسلم :( إيما امرأة باتت وزوجها عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ) . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ) إيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس تحرم عليه رائحة الجنة ) .

 فعلاج نشوز الزوجة يكون أولا : بالموعظة الحسنة حتى يلين قلبها بذكر الله ذكر ميثاقه الأعظم . ثانيا :إذا أبت وقست عواطفها هجرها في المضجع في البيت . ثالثا : إذا فشلت المحاولات ولم يصل إلى النتيجة فيباح أن يضرب ضربا غير مبرح خفيفا ليوقظ مشاعرها وينبه إحساسها ويجعلها تراجع نفسها . علما بإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من أتباع هذا الأسلوب حينما أمر باجتناب ضرب الوجه وحينما قال عن الذين يضربون نسه وما أؤلئك بخياركم مع ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم " خياركم خياركم لنسائكم " .                                                               ولاشك أن معرفة الأسباب الحقيقية تسهل معالجتها قال تعالى في التحكيم بين الزوجين ( وأن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أن يريد أصلاحا يوافق الله بينهما ) .                                                       
ومن الأفضل للزوج أن يكون حسن الأخلاق مع زوجته ومع هذا فإن الإسلام لا يغفل عن الواقع فقد ينشب الخلاف بين الزوجين مما يؤدى إلى الطلاق والمرأة العاقلة المتدينة هي التي  تطفئ جذوة انفعال زوجها لكي يتصرف في أطار التعقل والوقار فلا يجمع به الانفعال إلى اقتراف ما يندم عليه بعد ذلك ويتحسر دون أن ينفعه الندم أو الحسرة فالمرأة أما روح وريحان على زوجها وبيتها وهذا لا يتأتي إلا من تمسكها بآداب الدين وأما تعاسة وشقاء لزوجها وهذه هي البعيدة كل البعد عن الدين والخلق .
 والخلافات الزوجية كثيرا ما تكون جوهرية لاستمرار الحياة بين الزوجين وذلك لأن التنفيس عن المشاعر الانفعالات في شكل خلافات يكون أجدى بكثير من الكبت الانفعالي والعلاقة الوثيقة بين الزوج والزوجة يحدث فيها الكثير من التعدي على خصائص الذات الأخرى ولذلك تكون هناك ضرورة لحدوث مشكلة للتخفيف من حدة التوتر وتحقيق التوازن واستقراره .
ولا يجوز للزوج أن يبادر بضرب زوجته إذا ما فعلت شيئا يغضبه . 
وعلى المرأة واجب الطاعة لزوجها بالمعروف ووفائها بحقه عليها جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم :( لو كنت أمرا أحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ).فإذا أطاعته بالمعروف وأدت حقه عليها كانت من النساء الفاضلات قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قيل يا رسول أي النساء خير قال : (التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره ). فالمرأة مسئولة عن البيت وشئونه مؤتمنه عليه فعليها القيام بهذه الأمانة جاء في الحديث الشريف :( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها).وهناك بعض الصفات التي لا يحبها الرجل في المرأة لذلك يجب على الزوجة الذكية تدارك هذه الأشياء والصفات حتى لا تفقد محبة زوجها واحترامه لها .