صور تتعدد وتصرفات تتكرر اعتادت العين على رؤيتها والأذان على سماعها .
فالبعض عندما يختلف مع أخيه في مسألة أو موقف او رأي او مصلحة يسارع إلى التهمة واساءة الظن وينسى حقوقه التي أمر الله تعالى برعايتها وحفظها.
وربما أدى هذا الخلاف عند بعضهم إلى قطيعة تامة فلا يحفظ مكانة لكبير او منزلة لأخ ولأ فضلا لصاحب بر وصلاح ولأ احترام لعلاقة ومودة وجمايل سابقة...الخ
فهو يسقط ذلك كله لمجرد خلاف أو خطأ بسيط قد يكون الصواب فيه مع الآخر .
ويزداد ضيق الافق ويغشى على رؤية بعض الناس حتى ان بعضهم قد لا يرفع رأسه ويطيب خاطره إلا عند الاختلاف وظهور الفتن وسلاسل المحن فبها يطير فرحا ويسعى بكل همة ونشاط لاثارة الخلاف وتاجيج الصراع وإشاعة السوء وإذكا روح العداوة والشقاق.
ان أبناء الجنوب احوج ما يكونوا في هذا الظرف العصيب إلى التآلف والترابط والنصح واللين والرفق والصبر وتقديم الاعتذار والمبادرة بالعفو وغيرها من صفات الخير ... والنخب هم أولى الناس بذلك ولن يستقيم حالهم إلا بحسن الظن والتماس العذر ومد الأيدي وتقديم التنازلات فهذا ما يدل على صفاء القلب وكمال العقل ونقاء السريرة.
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا وان يكف بأس الأعداء عنا والا يجعل بأسنا بيننا..
والله من وراء القصد