آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:09م

في المنطقة الوسطى بين الإنتقالي و الشرعية يكمن الحل!

الأحد - 23 مايو 2021 - الساعة 10:27 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


هناك منطقة خصبة مليئة بالحلول لكل المشاكل العالقة بين الشرعية و الإنتقالي و التي تنعكس بظلال سلبياتها على الشعب المسكين فهو الوحيد الذي يدفع ثمن هذا الفراغ السياسي..الشعب هو الذي يعاني ويلات البغضاء و المشاكل التي يثيرها كل هؤلاء المتنفذون، حيث تنعكس على تردي الخدمات و تنامي الأطماع في الاتجار بقوت الناس واحتياجاتهم... بينما القيادة في الطرفين لا يمسهما إي ضرر من كل هذا الوضع الكئيب بل أنهما على العكس يتكسبان الكثير من الأشياء التي لم يكن يحظيان بها قبل هذه الحرب الملعونة مثل الوجاهة السياسية و اللقاءات مع بعثات العالم و السفريات وحتى و لو كانت صوريةولكن  ما يصاحب ذلك وماتحقق لهذه القيادات من جني لثروات لم يكن ليحلموا بها..و هم يخافون حالة إن جدت المساعي لإيجاد حلول لتحقيق ذلك الأمر لأن ذلك سيتحتم تقديم تنازلات و تضحيات من المصالح الشخصية لهؤلاء المتنفذين و لا يبدوا انهم مستعدون لتقبل ذلك حتى ولو كأن الثمن الارض المحروقة و الشلل العام لكل مناحي الحياة و العذاب اليومي الذي يعاني منه عامة الناس ضحايا هذه الاطراف..
إختلاق المشاكل حول شكل الدولة والاختلافات المصطنعة التي يراد بها تعقيد الحلول و رفع سقفها ليس لها إلا تفسير واحد هو أنهم ليسوا على عجلة من أمرهم طالما و أنه على عكس الشعب فقد ظهرت على جميعهم حياة الترف و البذخ..:فالشرعية تريد دولة اتحادية من ستة أقاليمو هي التي فقدت الكثير من الثقة خلال عقود الوحدة من خلال ممارسة التعسف ضد أبناء الجنوب و تهميش الكوادر الجنوبية  حيث كلنا يعرف أنه في عهد عفاش كان ضابط من القبائل الشمالية يمتلك سلطة أعلى من كادر أكاديمي جنوبي من خريجي الدول الشرقية..و كذلك كلنا يعرف توجه مشايخ القبائل الشمالية بتفاهم و تنسيق مشترك و نهم شديد و إقبال شديد على تقاسم ثروات الجنوب إلى درجة أن آبار نفط في محافظة حضرموت وكذلك الأراضي  تم تقسيمها لكبار رجال قبائل بل و قيادة و ضباط دولة العمق الشمالي..الإنتقالي يريد إستعادة جنوب قبل 22مايو 1990هذا المطلب كان في فترة من الفترات يكاد يكون مطلب يجمع عليه مواطنو اليمن الجنوبية بنسبة تقارب المائة في المائة و خاصة بين الكوادر و المثقفين و قطاع واسع من الشعب الذي عانى من الاضطهاد و التعسف و مركزية كل شيء، كان مطلب يلامس قلوب كل الناس تقريباً بسبب تلك المعاناة من الظلم و التهميش و القمع من قبل الأمن المركزي و غيره من أدوات القمع لحكومة عفاش..ماحدث في غزو الجنوب من قبل القوات الحوثوعفاشية عام 2014 و تضاعف العداء بعد مقتل عفاش و تفرد الحوثيون بالقرار وما رافق ذلك من إفرازات لواقع جديد و قوى جديدة بدأت تحمل شعارات إستعادة الوطن قبل الوحدة ولكنها لم تحقق شيء على الواقع بل مما زاد من صعوبة تحقيق ذلك و ابتعدت السفينة التي كانت تشارف على الرسو إلى عمق بحر المشاكل من جديد إذا إن الأوضاع جعلت من الصعوبة أن تستعيد وطن قبل الوحدة مهما جيشت و مهما قمعت  فقد تغيرت عقليات كثير من الجنوبيين وخاصة أولئك الذين طالهم  ظلم القيادة الجديدة التي تدعي بأنها الريان الذي سيأتي بالجنوب على طبق من ذهب وهذه الوجهة أصبحت خيار قطاع لا يستهان به من الجنوبيين..حيث تولد شعور بعدم الثقة من قدرات هذه القيادة بعد سنوات من تواجدها  في ظل تفاقم الأوضاع و إنحدارها  نحو الأسوء.. أصبح الناس يتخوفون من العودة إلى نظام قمعي إقصائي أشد قسوة من سابقه و بطابع جنوبي..النظر و دراسة آراء الناس في منصات التواصل الإجتماعي  أصبح من السهل إدراك  توجهات كثير من الناس حيث ارتفعت أعداد الأصوات التي فقدت الثقة تصاعدياً بالمجلس الإنتقالي و لم يكن رد فعل مناصري الإنتقالي إلا تخوين و تشكيك بهوية المناهضين لهم.. في إعتقادي المحايد الغير منتمي إلا إلى طرف المظلومين و المطحونين من أهالينا و مما نعاني من التعذيب الوحشي كناتج لعدم إكتراث هؤلاء الفاسدين بحالة الناس فكل إهتمامتهم كيف يثرون بسرعة الصاروخ 
 أن الحل الحل يوجد في تلك المنطقة الوسط بين الشرعية و الإنتقالي ولتحقيق ذلك فأنه يتوجب على الشرعية التخلي عن كل العناصر في النظام السابقالتي كانت لها أدوار مشبوهة و تسببت بإحداث كل هذا التنافر و الإقتتال مثل علي محسن وعيال الأحمر والزنداني و الأنسي والديلمي وغيرهم من الاسماء التي تثير حساسية الشعب في الجنوب وليس الإنتقالي فحسب..و على الإنتقالي التخلي عن فكرة الإنفصال  الغير مدروس في الوقت الحالي فليست الفرصة ملائمة لإتخاذ قرار مثل هذا فالأجواء مشحونة و الكل أصبعه على الزناد،و قد أثبتت التجارب ان لا شئ يتحقق بالقوة و العنف بل ان استخدامها يطييل المشكلة و يعقد الحلول و بينهم تزداد  معاناة الشعب الذين لا يهمهم سياسة و لا بطيخ كل ماينشده حياة طبيعية و كريمة مثل سائر شعوب المعمورة
 لابد أن نفهم بأن خلال عقود سنوات الوحدة إختلط الحابل بالنابل و تشابكت الكثير من الامور حتى على مستوى الاسرة الواحدة ولم يعد عملياً من السهل فصلها الا بمجازر ستأكل الجميع بعملية جراحية قد تؤدي إلى وفاة مشروع إستعادة دولة ماقبل الوحدة بل الخوف من التشضي إلى أجزاء صغيرة متناحرة لن تعد بالنفع إلا على تجار الحروب أما عامة الشعب فسيفقدون هويتهم تماما و كذلك سيفقدون أبسط حقوقهمالحل في إيجاد كونفدرالية دولة جديدة منصفة لكل المحافظات بحكم ذاتي شبه مستقل ينتخب قادته بتوافق الجميع..
عدم المساس بالقيادة التي لم تتلطخ يدها بفساد الحكومات السابقة وتلك القيادة الجديدة التي تمثل رمزية لقطاع من ابناء الجنوب يجب أن يرعى التحالف بقيادة السعودية هذا الإتفاق بدون إنحياز إلي إي طرف و بدون تشجيع و تقوية طرف من الطرفين على حساب الآخر.....إعادة تطمين الناس و زرع الثقة فيما بينهم و تعليمهم أن الخير بإمكانه أن يعم الجميع  بعد ان فرقهم كبار الفاسدون و زرعوا في قلوبنا الفتنة و الكراهية و النزعات الإقصائيةفهل يمتلك المتنفذون من الطرفين الحس بالمسؤولية تجاه الشعب المكلوم و إخراجه إلى بر الأمان..
نبيل محمد العمودي