آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-08:12م

ذاك هو المرتزق

الخميس - 01 أبريل 2021 - الساعة 02:45 م

فيصل الشميري
بقلم: فيصل الشميري
- ارشيف الكاتب


دائما ما نسمع مصطلح مرتزق ومتدواله بشكل واسع بين كل الأطياف والمكونات وحتى على مستوى العامة يرددونها كثيراً، بمناسبة وبغير مناسبة..!

فمن هو.. ولمن تقال..؟

الكثيرون في وطننا الحبيب ينعتون المخالفين لهم في السياسة والدين والتوجه والإنتماء بأنه مرتزق..؟

لكن يجب أن نعرف ماذا يقصد بمرتزق..!

النظام ومغتصبى النظام في أي دولة يسمى المعارضين له مرتزقة.. المحارب في جهة ما، يسمى المحارب في الجهة الأخرى مرتزق.. اعضاء الحزب الفلاني يسمى اعضاء الحزب الآخر بالمرتزقة.. وهكذا دواليك...؟

كل من يختلف مع فرد او جماعة او حزب او نظام  يسمى مرتزق..!

فلغةً أتت من ارتزقَ يرتزق، ارتزاقًا، فهو مُرتزِق، والمفعول مُرتزَق وما أسوأ هذا الرزق..!

لكن المتعارف عليه عموماً بأن المرتزق هو كائن بشري مُتقلب إستغلالي يبحث عن مصلحته ليقوم بأى فعل أو قول بمقابل مادى أو معنوي او إنتقامي بغض النظر عن نوعية ذلك العمل (قتالي، كتابي، إستخبارتي، تجسسي...إلخ) أو الهدف ليحدث شقاً للطرف الآخر..!

لكني أقولها بصراحة أن المرتزق هو أي فرد أو جهة ترتهن وتستلم لغير الوطن ومبادئه وعن الدين والقيم الديمقراطية والمثالية وهو مُسير وليس بمخير ولا حرية له بالقول او الفعل ولا كرامة له ولا راتباً، خائفاً  مرتقباً تتقلب أفكاره بتقلب مصالحه لمن يدفع أكثر، يتودد لجهة ما، على جهة أخرى، لكي ينال الرضى على حساب الوطن بكل مقدراته ومكوناته وثرواته وحدوده وجزره ومَوَانٍه فهو مرتزق وعميل وملعون من اليوم إلى يوم الدين...!

فلا تنعت غيرك ابداً بالإرتزاق، فأنت مرتزق ايضاً بافعالك وكتاباتك ونفاقك وخوفك لتنفى عن نفسك الإرتزاق.. كلكم مُرتزقة بعتم الوطن لجهات أجنبية عبر أراجوزات وديكورات وأصنام هلامية محلية، سواءاً أكانوا في الداخل أم في الخارج ليس لهم من الأمر إلا ما يُملى عليهم والذي لم يفهم بعد سيفهم يوماً ما..!

ما شدنى لكتابة هذا،، أن أحد الأصدقاء المخضرمين القويٌ المكين بلسانه الدفين وهو من الذين يتلونون مع تلون الأحداث لينذر المعارضين له اليوم بالمرتزقة، ويحذرهم قبل فوات الاوآن، يا هذا أستحي قليلاً أنت إلى الأمس القريب وأنت تسمى من تهدد بإسمهم بأنهم مرتزقة وأنهم خارجين على الدولة والقانون...!

ولكن أرخص واسوأ وأذل مُرتزقه قد ظهرت في عصرنا الحالي وكشفتها الأحداث الجارية مرتزقة بأبخس الأثمان يقتلون كما يقال لهم، لكل من يعارضهم وقد لا يكونون يعرفونهم، ولم يلتقوا بهم يوماً، تصفيات وتحشيد وتدجين وتخوين وإخفاء وأختفاء خلف الكواليس المظلمة، ألا يعلم بأن الله حق وأن الإنتقام الإلهي آتٍ لا محالة، إن لم يكن بك يا مرتزق سيكون في أحبابك..!

يتلونون المنافقون تلون الحرباء ويأكلون مع ذاك ويلعنون ذاكَ، وفي الصباح يغيرون جلودهم وهم يحملون سُماً زعافا..!

المال والجنس والخوف والنفاق والجهل قد أعماكا، وبقيت كالطفل يذهب حيث الدفء والإرضاع ما أشقاك...!