آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

كيف استعمرت اليمن..!

الأربعاء - 31 مارس 2021 - الساعة 12:56 م

فيصل الشميري
بقلم: فيصل الشميري
- ارشيف الكاتب


اليمن عبر التاريخ القديم والحديث والمعاصر مطمع الكثيرين لما تمتع به من ثروات وموارد وإمكانيات ومقدرات براً وبحراً جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً والتي لا تحصى ولا تعدّ، وبسبب ذلك جعلها صوب عيون العالم بكافة قواه قديماً الفارسية والرومانية سابقاً البرتغالية والإنجليزية وأقطابه اليوم المتعددة وميوله الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية وللأسف الإسلامية ايضاً، وجعل منها ملعباً للصراعات وتصفية الحسابات وتدعيم الاتفاقيات وفرض الشروط عبر تشكيل المكونات المتناحرة، وحتى يومنا هذا اليمن شمالاً وجنوباً قد استعمرت بعدة طرق.

هناك طرق كثيرة للاستعمار، لمعظم البلدان الفقيرة والمتناحرة، لكن أهم ما تعرضت له اليمن هي الطرق الاستعمارية الديناميكية المعتمدة على الفعل ورد الفعل، ومن أهمها دعم التمردات وخلق كيانات متناحرة وتغذية النزاعات بعدة مسميات طائفية وعرقية وراديكالية سياسية حزبية ودينية وفوق ذلك كله تجهيل العامة وإخضاع الخاصة بالسيطرة على الإعلام والتعليم وعلى كل وسائل التواصل المتاحة عبر ابواق إعلامية تؤجج تلك الصراعات بمهنية واحترافية، ثم دعم القادة ممن يتحكمون بتلك الكيانات والضغط عليهم بعدة طرق مالية وجنسية وملفات ساخنة أخرى، حتى يقع فريسة سهله في يد المستعمر، لتعيش اليمن في حالة فوضى دائمة وعدم استقرار وتشرذم وانقسام وقتل ودمار لنعيش في حالة بحث دائم عن أبسط مقومات الحياة الأساسية فقط الماء، الغذاء، الراتب، الكهرباء، الغاز والبنزين، لنترك لهم الحبل على الغارب لكل الموارد الطبيعية لبلدنا الحبيب..!

ومن طرق الاستعمار أيضاً القوة الناعمة وتتمثل بإظهار نوع من التعاطف والدعم الإنساني الظاهري لليمنيين عبر تقديم العون والغوث والمساعدات والتدريب مقابل منح وامتيازات خاصة لتلك المسميات، حتى يظل اليمنيين معتمدين عليهم في غذائهم وكسائهم ودوائهم وهم بذلك يسيطرون على الموارد وما أكثر تلك المنظمات والجمعيات والمراكز الإنسانية في اليمن التي تعيث بالأرض والعرضِ والمقدرات والموارد فساداً...!

لكن من أخطر تلك الطرق الاستعمارية الإغراق بالديون والقروض بظن أولى الأمر واصحاب القرار في اليمن أن الاقتراض سبيل الحلّ والتغلب على الأزمات الاقتصادية ولكنه في الحقيقة خلق تضخماً وإنحداراً ساحقاً للعملة، وتضاعفت قيمة الديون وبذلك أستطاع اللوبي المَدين على المستوى الدولي كصندوق النقد أو عبر الدول الكبرى بالاستيلاء والسيطرة على موارد الدولة المختلفة وعلى قرارات الدولة ايضاً ومعالجتها الاقتصادية..!

ومن ضمن طرق الاستعمار الحديث ايضاً عبر رأيه الاستثمار والمستثمرين وعبارات الـــتنمية المطاطية والاستقرار والاستدامة، مقابل أن تتركوا لنا مواردكم ونحن نديرها بطريقتنا فيعطونا الفتات الفتات ولهم العوائد الجزيلة بمئات المليارات.