آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

اليمن بلا حدود

الجمعة - 26 مارس 2021 - الساعة 10:49 م

د.علي العسلي
بقلم: د.علي العسلي
- ارشيف الكاتب


"الجـــــزيرة " و" بلا حـــــدود" وثـــلاثة أســـابيع متــتــالية عن "اليــمـــــن"...!؛ زودتنا بمواقف الأطراف الرئيسية في اليمن المتناقضة ورأي مبعوث الامم المتحدة فيما حدث وما جرى خلف الكواليس؛ وأحب أن اوكد أنه بعد متابعتي للحلقات الثلاث فاعتقد ان كل حلقة بحاجة الى مناقشة وتحليل مستقل؛ لكني هنا اسمحوا لي فقط أن أركز على ما استوعبته من قولهم وتوصيفهم لطبيعة المشكلة ومعادلات الحل للوضع اليمني من وجهة نظرهم، ومن خلال متابعتي لما قالوه ثلاثتهم يمكنني أن ابدأ بمقاربة للحل على ضوء ما طرحوه و كالآتي: _ مقاربتي لإيجاد حل للمشكلة اليمنية وتحقيق السلام الشامل بناء على ما سمعته من بلا حدود عن اليمن في الأسابيع الثلاثة الأخيرة..: السلام في اليمن يحتاج لضمير مسؤول وحس وشعور مرهف من قبل القساة من أوصلوا الشعب اليمني جراء خلافاتهم وصراعهم على السلطة إلى معاناة واهانة لا يمكن عدها وحصرها.. السلام وصُنعه يحتاج إلى تنازل متبادل، وتغليب مصلحة الشعب العليا على ما عداها.. السلام يحتاج إلى عدم إضاعة الوقت وتسليم رقاب اليمنين للأخرين والتباهي بخصومتهم أو اتباعهم. بن عمر قال انه اكتشف في ابريل 2015 ان اليمن تحوّل الى موضوع للمتاجرة من قبل دول مجلس الأمن الدولي ..!؛ فهلا أدركتم أيها المتصارعون ذلك؟!؛ السلام يحتاج إلى عدم التخوين والاتهام جزافاً.. السلام في اليمن يحتاج إلى يمنيين وليس وكلاء حرب للأخرين؛ فهل نتأمل بيمنية اليمنيين وتغليب وطنيتهم على ما عداها؟!؛ السلام في اليمن يحتاج الى حل جذر المشكلة، وليس فصل وتجزئة عناصرها عن بعضها، فالمسألة الإنسانية والحصار هو لاحق للحرب، فمعالجة أسباب الحرب سيعالج بالضرورة تداعياته.. 2011 لم تكن قضية إنسانية، بل كانت قضية كل الشعب اليمني الذي ينشد التغيير بامتياز؛ فلماذا يريد البعض أن يسطح قضيته الأساسية ويسيء اليها باعتبارها قضية جوع، ومرض، وحصار، والعالم يتداعى ويتحسس للمسألة الإنسانية ويترك الجذر السياسي للمشكلة بدون معالجة...!؛ وبعد أن رأيت التناقضات، واستوعبت وفهمت كل طرف وما يعتقد ويرى من حلول، وما شعرت به من عرض بن عمر عن البدايات والمألات.. أضع مقترحي للحل بمسارين لا ثالث لهما: _
المسار الأول: _ أن المشكلة كما وصفها بن عمر من انها يمنية ومن ان طبيعة الصراع والحرب مرده الشعور بالإقصاء والاستئصال، ومن ان جوهر المشكلة كما طرح أيضا هي رفض الأقاليم من قبل بعض المكونات بحسب توزيعها الجغرافي الذي أعلن؛ حيث يعتبر الحوثين أن اقليم ازال بدون موارد وبدون بحر كما باقي الأقاليم الأخري، وهذا هو السبب الرئيس للحرب، وكذلك ارجع بن عمر أحد الأسباب إلى أن الرئيس تفرد بالقرارات لهيئة النزاهة بالمخالفة لمخرجات الحوار الوطني.. وعليه فعلى المبعوثين الدوليين ان يراعوا ما طرح من قبل ((بن مبارك)) و ((محمد عبد السلام)) و ((بن عمر)) في برنامج بلا حدود و الذي اذيع من الجزيرة، ويعالجوه بإعلان مشترك يتفق عليه اليمنين كإطار عام يبنى عليه وضع آليات تفصيلية أممية للحل يوقع عليه الأطراف اليمنيين، ويصدر به قرار دولي من مجلس الأمن يكن ملزم تنفيذه بعد التوقيع عليه من الأطراف اليمنية.. على أن يعالج الإعلان المشترك ((إعادة النظر في الأقاليم جغرافيا؛ ويستوعب كل المكونات في حكومة شراكة بتقاسم للسلطة وبالنسب التي اقرت في مؤتمر الحوار الوطني مع استيعاب من لم يمثل فيه من القوى التي تشكلت لاحقاً؛ تشكيل قوة أممية تكون مهمتها في مدة انتقالية حماية الاستفتاء على الدستور، وتفرض الأمن في المدن والمؤسسات السيادية، وفي المطارات والموانئ (وفتحها مباشرة بعد استلامها من قبل هذه الوحدات الأممية)، والاشراف على اطلاق جميع المعتقلين او المختطفين والاسرى ، تشكيل لجنة عسكرية من الضباط اليمنين المتقاعدين وغير المنخرطين في أي قتال ، ومطعمين من الأمم المتحدة والجامعة العربية؛ مهمتها اعلان وقف شامل الاطلاق النار ،ثم هيكلة الوحدات العسكرية والأمنية واستلام لأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الأطراف التي سيطرت على أسلحة الدولة أو تلك التي تم تهريبها واستيرادها بشكل غير قانوني، تشكيل فريق من قانونين دوليين ويمنيين من مختلف القوى السياسية لمناقشة ومراجعة مسودة الدستور وتعديل ما يمكن تعديه.. وأية قضايا قد تم نقاشها وتمت الموافقة عليها من سابق)) ..!؛
المسار الثاني: _ إن صح كلام بن عمر من ان المشكلة كانت في البداية يمنية إلى ان تدخلت الدول الإقليمية فتحوّلت المشكلة اليمنية من اليمنيين إلى الدول الإقليمية ((خارج الحدود))، وظلت اليمن تُستنزف وساحة للتجارب وتحت رحمة الدول الإقليمية والمتاجرة بها من قبل دول مجلس الأمن كما قال بن عمر، بمعنى ان كان المسار الأول قد أصبح تحقيقه مستحيلاً.. فأقترح في هذه الحالة أن تحل المسألة من خارج الحدود واعادتها للوضع الطبيعي إلى اليمنيين داخل الحدود قبل أن تسال دماء كثيرة خارج الحدود، فيما _لا سمح الله_ تم إطالة الحرب أكثر مما قد حصل، فالنتيجة لا شك سيتم تصدير الإرهاب والتلوث والتخريب الى خارج الحدود.. اقترح تدويل القضية اليمنية وجمع الأطراف الإقليمية الى طاولة واحدة يشرف عليها مجلس الأمن الدولي، أي تحت مظلة مجلس الامن الدولي ولإشراف على حوار يفضي الى انهاء التدخل الأجنبي وفرض الحل الشامل على الجميع وإعادة العملية السياسية على اليمنيين ومعاقبة ومحاسبة كل طرف داخلي أو خارجي يعرقل الحل السياسي او يتدخل بغرض إطالة امد الجرب وزيادة معاناة اليمنين...!؛ اختم أن اليمن اهتمت به الجزيرة بثلاث حلقات متتالية بلا حدود ، ويبدو ان التجاوز على اليمن واليمنيين قد تجاوز فعلا كل الحدود ،وصارت اليمن واليمنيين خارج حدود العقل والمنطق، وخارج حدود المسؤولية الدولية.. !؛