آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-09:01م

هل انتهت الحرب؟

الإثنين - 15 فبراير 2021 - الساعة 07:50 ص

منى صفوان
بقلم: منى صفوان
- ارشيف الكاتب


الحرب فعلياً انتهت، قياساً بالغارات السعودية، او اشتعال الجبهات الداخلية بين الحوثيين والإصلاح وبقية الفصائل، فاليمن منذ عامين حربها اقل مما كان في بدايتها،.... لكن.. الصراع لم ينته بعد...

اذا الحرب انتهت، بنتيجة:
•سيطرة الحوثيين على الشمال والاهم فيها ميناء الحديدة الذي تتحكم به السعودية- وبتقاسم الساحل الغربي مع قوات صالح-

•الاعتراف بالانتقالي كشريك في العملية السياسية ووعود مستقبلية بأن له حق تمثيل دولة الجنوب وحده- وليس لديه ضمانات فعليه ويمكن الانقلاب عليه بأي وقت

•الاصلاح شريك حكم وليس قائد العملية السياسة، شريك يمكن اضعافه، او ابتزازه، وليس طرفاً وحيداً في الحكم.

•المؤتمر حزب الظل المقسم بين الخصوم في حكومة الشرعية والإنقاذ، وقوة عسكرية تابعة لطارق ستبقى مجمدة في الشمال حتى اشعار اخر- لحين فتح صراع شمالي بينها وبين الحوثيين لاضعافهم .

فالنتيجة التي يريدها المجتمع الدولي- والاقليمي هي ( لايوجد طرف قوي واحد، ولا سيطرة كاملة لطرف وحيد على الشمال او الجنوب )

وهذه النتيجة هي سبب بقاء الصراع، لكن بشرط ان يبقى صراعاً تحت السيطرة
صراع تحاول القوى الدولية إيجاد تسوية مؤقتة بشأنه، ليبقى مفتاح الصراع بيد من يفرض التسوية اي أمريكا.

فالجميع اليوم يرحب بالوساطة الأمريكية ، حتى جماعة الموت لامريكا ( جماعة انصار الله الحوثية)

اما القوى الإقليمية ، السعودية، الإمارات، إيران .. فهناك رفض امريكي / سعودي لتقاسم اليمن فيما بينها

فلن تقبل السعودية مشاطرة اليمن مع إيران، التي تتعمد إظهار تواجدها في اليمن، وان لها ثقل سياسي وسطوة عسكرية على جماعة انصار الله الحوثية

وتواجدها وان كان رمزياً، بدون قوات عسكرية إيرانية- من خلال لافتات وفعاليات، الا انه يظهر الرغبة الإيرانية الحقيقة باستخدام الملف اليمني بشكل يخدم قضيتها في المفاوضات مع أمريكا.

أمريكا بالطبع سترفض التواجد الإيراني في اليمن، اي المنطقة الاستراتيجية الاهم في الجزيرة العربية .. ولكن خروج إيران من اليمن وانهاء او تحجيم علاقتها بالحوثيين، لن يكون مجاناً..
وهذا لن يحدث طالما مازال الحوثيون اقوياء - ووقتما تشعر إيران ان هناك قراراً باضعاف الحوثيين، ستبدأ فوراً بالمساومة للتخلي عنهم.

اما خروج قوات الخليج ، مرهون بالاتفاق بين الفصائل المحلية ...
فلا الامارات والا السعودية تفضل البقاء المباشر في اليمن حيث الاستنزاف المالي والعسكري.

بالنسبة للقوى المحلية جميعها ليست متحمسة لفكرة تقاسم جديد، الكل يريد ان يسيطر على الكل، وهذا مرفوض دولياً
هناك فيتو لمنع اي فصيل من الحكم الكامل لليمن شمالا او جنوباً.

وحالياً.. كل طرف يمني يريد الحفاظ على الأرض التي سيطر عليها بالحرب، اليوم كل الهدف ان يدافع الاصلاح عن مارب من الحوثيين، والحوثي عن الحديدة من قوات صالح، والانتقالي عن شبوة من الإصلاحيين!

لكن سيبقى الصراع اليمني اليمني الذي يضعف الجميع مع رفضهم لبعضهم ، وقبولهم جميعاً بالولايات المتحدة الأمريكية ...

يال الذكاء اليمني الخطير..