آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-11:06ص

العيسي يحمل رسالة هادي الى موسكو

الجمعة - 18 ديسمبر 2020 - الساعة 03:46 م

سامي حروبي
بقلم: سامي حروبي
- ارشيف الكاتب


 

يبدو أن السياسيين الروس ادركوا مؤخرا أن قيادات المجلس الانتقالي مجرد دمى لا علاقة لها بما ترفعه من شعارات ومطالب تحت عنوان فك الارتباط واستعادة الجنوب، ولذلك كان الموقف الرسمي الروسي الداعم للشرعية أساساً هو دعم تنفيذ اتفاق الرياض الذي يقضي بانسحاب المليشيات التي يسيطر عليها الانتقالي المسيطر عليه أساساً من أبو ظبي وعودة الحكومة اليمنية الى عدن كعاصمة مؤقتة.

 

والحقيقة ان السياسيين الروس ليسوا هواة حتى يكون موقفهم الى جانب شخصيات هلامية تتخذ من الشعارات غير المنطقية عنوانا لجنوحها للعنف والتمرد فكان ان حاولوا مسايرة عيدروس وشلته حتى تنتهي فترة تشغيلهم من قبل المشغل والممول في ذات الوقت، فليس معقولا ان ينخدع الروس بدمى متناقضة حتى فيما ترفعه من مطالب كما انها بلا بوصلة.

 

والمؤكد ان الرئيس عبدربه منصور هادي يدرك ان الروس وطوال 3 أعوام يعرفون مدى ممارسة الرئيس اعلى درجات ضبط النفس والصبر على صبيانية قيادات الانتقالي المتهورة وكان يطلع سفراء الدول الخمس ودولاً أخرى على ما يمارسه الانتقاليون ومدى حلمه عنهم وهم الذين لا يدركون مصالحهم فضلاً عن مصلحة الجنوب ومصالح الدول الصديقة لليمن ومن بينها روسيا.

 

أقول كل هذا فيما يقوم نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية ورئيس الائتلاف الوطني الجنوبي الشيخ أحمد صالح العيسي بزيارة لروسيا الاتحادية ولقاءه بمسئولين كبار في الخارجية الروسية ليطلعهم على تطورات تنفيذ اتفاق الرياض من تنفيذ الشق العسكري وصولا الى اعلان الحكومة الجديدة، ويعرف عن العيسي وائتلافه الوطني انه مكون كبير وواسع من عدة مكونات سياسية لا ترى في نزق الانتقالي سوى خدمة لمشروع خارجي وتخادما مع الانقلاب الحوثي.

 

والأهم هو توقيت هذه الزيارة متزامنة مع ما يجري على الأرض من إجراءات تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض برعاية سعودية واستعداد لاعلان الحكومة، ما يؤكد أن العيسي لم يقم بهذه الزيارة من تلقاء نفسه بل بتكليف من الرئيس هادي لايصال رسالة إلى الروس تتعلق بما ذكرناه آنفاً.

 

ان زيارة العيسي الى موسكو في هذا التوقيت تأتي في سياق كل هذه المتغيرات، خصوصا اذا ما أخذنا في الحسبان أن الانتقالي سقط أمام ما تبقى من أنصاره الذين رفع أمامهم شعارات الجنوب العربي "مشروع بريطاني" وفك الارتباط "مشروع اماراتي" بينما قادته المستنفعون من أبو ظبي يبحثون عن حقائب وزارية لا أكثر، أما القضية الجنوبية فقد وضعت في إطارها الصحيح والممكن في مؤتمر الحوار الوطني وتم ضمان حلها في الإطار الوطني.

 

واذا ما عرفنا أن العيسي أحد القيادات الجنوبية اليمنية الوازنة والرزينة مقارنة مع مجانين الانتقالي الذي جمعهم الدرهم فإن المقارنة لصالح الأول الذي خاض تجارب سياسية واقتصادية في اطار دولة شرعية وبطرق مشروعة، في حين جنح الأخيرون للعنف والتطرف وتاجروا بآلام الجنوبيين في كل الأسواق وباعوا قضيتهم في كل المزادات.