آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

التحالف بين دعم الشرعية وتثبيت الانقلاب

الأربعاء - 11 نوفمبر 2020 - الساعة 02:28 م

صالح العلواني
بقلم: صالح العلواني
- ارشيف الكاتب


على مدى عام وستة أيام رمت السعودية بكل ثقلها السياسي في سبيل تنفيذ اتفاق الرياض ولكن اتضح الأمر أن السعودية راعية الاتفاق تريد أن يضل المشهد هكذا دون أي إحراز أي تقدم سواء بيانات تطلقها بين الحين والآخر.

فمنذ اندلاع الحرب وبدء عاصفة الحزم "إعادة الشرعية" لم نجني سوى ويلات ومآسي واحزان من هذا التدخل الكبير، ومع مضي ست سنوات فالسعودية والإمارات تخدر الحكومة وتوهمهم انها جاءت لإنهاء الانقلاب وما جاءت بالأساس الا لتشرعن الانقلاب وتثبت أركانه ومفاصله في الدولة اليمنية..

مع مرور السنين الست لم يعمل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الا على تطهير محافظات تراها في نظرها أنها موطن نفوذها وسيطرتها من محافظات نفطية وغازية وأخرى تتمتع بالموانئ وممرات مائية دولية وثروات طائلة،بينما على الناحية الأخرى تركت بقية محافظات اليمن الأخرى تحت سيطرة وتمدد الحوثي فارضا فيها منهجه وفكره القبيح.

في كل يوم يمر يتضح لليمنيين اهداف ونوايا التحالف المبيته والتي جاء من أجلها وهذه المرة تحت مظلة ومطيت ومحاربة التمدد الحوثي والانقلاب على الشرعية ليحقق أحلامه التي ضل محروما منها خلال الفترة الماضية.

طوال فترة الحرب والسنين الماضية عمل التحالف على هدم أواصر وأركان الشرعية التي جاء من أجلها وإعادتها حسب قوله ولكن بالواقع أن التحالف انتهك السيادة وأضاع الشرعية واستباح كل جميل في اليمن فأي تحالف هذا وما هذا الغباء الذي يمتهنه الرئيس هادي امام كل ما يدور في الساحة اليمنية..

حينما حررت عدن وبقية المحافظات الجنوبية الأخرى من مليشيا الحوثي كنا نظن أننا مقبلون على تنمية وإعمار وبناء في ظل وجود التحالف ودعمه لنا الا أنه ومنذ أن جاءت الحكومة إلى عدن بعد طرد الحوثيين منها وبدأت عجلة التنمية في عدن والمحافظة الأخرى ظهرت شهية الاستعمار الممنهج لدى دول التحالف فعملوا على عرقلة ووقف تصدير النفط وإغلاق الموانئ،، أرادوا حالة اللا استقرار في هذه المحافظات حتى يتسنى لهم فعل كل شيء والتحكم بالقرار فيها..

حينما رأى الأشقاء في دول التحالف دفت الأمور بدأت تتأرجح وان الحكومة ثبتت أركانها وتسلمت زمام الأمور في كل المحافظات لجأوا إلى إبراز المناطقية وايقضوا احلام لدى البعض واوهموهم بأحلام الانفصال بعثروا كل أوراقهم العنصرية وزرعوها في قلوبهم ليهيجوا فيهم البغض والكره حتى احرقوا عدن بنار الانفصال المشؤوم عبر ادواتهم ومليشياتهم من أجل السيطرة على عدن.

بالفعل استطاعوا أن يسيطروا على عدن ولكن بالمقابل اضاعوا عدن في جحيم المليشيا وافقدوها كل جميل ثم انتقلت احقادهم إلى شبوة وسقطرى وحضرموت عبر تكوين المليشيا ودعمهم الانقلابات انقلاب تلو الآخر وخارج أطار النظام والقانون.

مع كل هذه الذي حدث لم يعد التحالف الذي جاء لإعادة الشرعية مخولا بالبقاء ولم يعد داعما للشرعية بقدر ما هو للاسف مشرعن للانقلابات ومن يمعن النظر يجد الحقيقة بكل وضوح كيف أن التحالف ما جاء الا ليغرق اليمن في مستنقع الفوضى والدمار ليستفيد من كل هذا..

في الأخير أصبح لزاما أمام كل هذا أن يرحل التحالف غير مأسوف عليه وهذا قول كل اليمنيين وموقفهم..