لقد اصبحت القضية الجنوبية كخشبة هائلة محمولة يتم السير بها في دروب خطرة وجبال وعرة والنخب الجنوبية حولها على صنفين ... صنف يحملها وصنف تحمله .
فاما الذي يحملها : وقد قل عدد هذا الصنف فتراه مشمر للسواعد واضع الحمل على اكتافه ويسير الى الامام بثبات لا يلتفت يسار او يمين ولا يبالي بثقل الحمولة ومشقة الرحلة وتجده فرحا ومرحبا بكل من يأتي ليعينه في حملها وتزداد سعادته كلما زادت الاعداد التي تشارك في حملها ويكون مستعدا لترك موقعه في اي لحظة اذا رائ الآخرين فيهم الكفاية لتولي المهمة كما يكون مستعدا للصمود ومواصلت الحمل ولو بقي وحيدا اذا راء الناس تتساقط او تنسحب وكل ما يتمناه ان تصل الحمولة الى محطتها الأخيرة .
واما الذي تحمله : فتراه متعلق بها مع تظاهره بحملها والاهتمام بها وفي خضم معمعة الطريق تتبين نواياه وتتكشف اوراقه فتجده يحاول بكل الوسائل ويحول دون انضمام حاملين جدد للخشبة فان اقترب او اتجه احدا نحوها تضايق وتعصب ولعن ..ويكون في غاية الفرح والابتهاج كلما رائ اعداد الحاملين تتناقص والمسافات المقطوعة في المسير تتضائل وعراقيل الطريق تتزايد .. فهو لا يريد اساسا الاسراع في الخطى لتصل الحمولة الى محطتها الاخيرة لاحساس خاطئ لديه بانه سيخسر وغيره سيكسب كما لا يريدها ان تترك وتعود الى نقطة الصفر فيخسر ايضا .... مع ان بلوغ الهدف سيجعل الكل كاسب والجنوب سيتسع لكل أبناءه .
فمن يقنع الفئه المتعلقة بالخشبة المحمولة ويطمئنها بان مكانتها ومصالحها لن تتأثر وانهم سيظلون محل احترام وتقدير لان الحاجه اليهم والاستفادة من عطائهم وامكاناتهم وخبراتهم ستبقى ملحه .
اخيرا نسأل الله ان يلهمنا رشدنا ويقينا شر انفسنا وإن يكف بأس الاعداء عنا وإلا يجعل بأسنا بيننا....اللهم آمين
والله من وراء القصد