آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-02:34ص


سامية عبدالرحمن الاغبري

السبت - 27 يونيو 2020 - الساعة 05:47 م

سامي نعمان
بقلم: سامي نعمان
- ارشيف الكاتب


 

=================

اعرف هذه الزميلة منذ 16 عاما تقريبا. 

تعاملت معي - الاستاذة- منذ أول يوم عرفتني فيه كزميل

وبكل ود كأنها تعرفني منذ سنوات، ولا تجعلك تتذكر سوى انسانيتها وبساطتها.. وضحكتها الحيوية البريئة..

هي اول اسم يتبادر لذهنك حين تكون بحاجة لمن يعينك او لديك قضية إنسانية تريد مشاركتها او إلقاء عبئها على أحد.. 

سامية؛ الانسانة النبيلة التي تتواصل معك وتطرق بابك و"ترفس" عليك وتحمل همك ولا تتركك حينما تكون واقعا في مشكلة أو أزمة صغيرة كانت أو كبيرة بسيطة او عابرة،

تحمل على عاتقها هموم اليمني الذي يعدم اللقمة إلى ذلك المعتقل والمخفي قسريا إلى ذلك الذي ينشد العدالة إلى الجندي الذي تنهشه العصابات الارهابية إلى ذلك الذي تقطعت به السبل لدى عصابات ليبيا، إلى ذلك الذي غرق في البحر، فالمقبور بلا عدالة، والحي بلا كرامة، والمختطف بلا حقوق، والمولود بلا أمل او مستقبل..

إلى مالا نهاية.. 

وهي إذ تحمل هم كل هؤلاء لا يعنيها من يكون حزبه او سلالته، قبيلته، منطقته، دينه، عرقه، مذهبه، أو.. أو "ام الصبيان تشله".. 

انا أحد الذين وقفت معهم سامية أكثر من ثلاث مرات على الاقل حينما كنت واقعا في أزمات وملمات أمنية او مالية او حين تعرضت للسطو والاحتيال ذات مرة. سامية كانت على الدوام تحمل ملف مشاكلي وهمومي أكثر مني.. 

لكنها تختفي، لأنها سامية؛ ولا ترد عليك بعد أن تدرك انك وصلت إلى حل لمشكلتك، بل لا يعنيها احيانا حينما تكون هي موضع الاطمئنان عليها، لا تريد أن تقلق إنسانا على صحتها او وضعها المادي او الصحي أو الأمني، ولا تنتظر من أحد عونا ولا مساعدة..

أنا مدين لها كثيرا كثيرا كثيرا؛

وكثيرون هم مثلي أيضا.. 

 ومعظم الوسط الصحفي والحقوقي والانساني مدين لها،

لا أبالغ إن قلت أن اليمن بأسره مدين لانسانيتها..

مدين حتى أنه لم يجد حتى الآن تكريما لائقا وجديرا بها، فيما هي لا تنتظره.. 

قدرها الانسانية..

سامية؛ نموذج للمرأة القوية المناضلة العتيدة في أرقى صورها واجمل واروع تجلياتها الانسانية والقيمية وبخصوصيتها اليمنية الفريدة.. 

هي نموذج في الانسانية والنزاهة وصفاء القلب والروح

هي نموذج لليمنية المتعافية من التعصب والعنصرية والانسانية، متعافية من كل الامراض والاحقاد والاطماع وما أكثرها.

ختاما؛ هذا الحديث مناسبته سامية ولا شيء سواها.

إنها ملكة الصحافة والانسانية والخصوصية اليمنية.