آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-01:13م

سياسيون صعاليك

الخميس - 28 مايو 2020 - الساعة 12:45 م

غسان علي احمد
بقلم: غسان علي احمد
- ارشيف الكاتب


عرف الصعلوك في اغلب المعاجم العربية على انه الفقير الذي لا يملك شيء وهو المتسكع الذي يعيش على الهامش وهو محتال ومتشرد وصعاليك العرب هم لصوصهم وفتاكهم.

 

ولست هنا من الباحثين المختصين في الشعر الجاهلي وصعاليكهم ولكن صعاليكنا اجبرونا على الحديث على ذلك فلقد صار عندنا بعد الثورة صعاليك في السياسة صعاليك اضروا الوطن وفتكوا بالعباد ولكنهم لم يغادروا القبيلة ويتركوها كما فعلوا صعاليك العرب بل راحوا يؤججوا العنصرية المجتمعية والفتن الطائفية ودمروا النسيج الاجتماعي حتى في اطار المنطقة الواحدة .. صعاليك الجاهلية ولدوا فقراء وماتوا فقراء عكس صعاليك السياسة حاليا الذين ولدوا فقراء ولكن الان من الاثرياء.

 

صعاليك السياسة تصعلكوا واعتدوا وأضروا وسجنوا وانتقموا من كل من خالفهم او نازعهم على المنصب. هم صعاليك غلاء المعيشة هم صعاليك تفقير البلاد هم صعاليك في السياسة بدون منازع، حكومات تنتهي وأخرى تأتي والصعاليك لم تتغير والوضع يزداد سوءا.

 

صعاليكنا لا يقطعون الطرق كما كان الامر في الجاهلية بل ان صعاليكنا يمارسونا الصعلكة بطرق متطورة مواكبة للعصر من على منصات التويتر والفيس بوك ويعتقدون بانه بطرقهم تلك يحاربون الفساد ويحققون العدل والكرامة للمواطن وينقذوا العباد من الظلم .. صعاليك السياسة يسلبون الفقير ويعطون ما سلبوه للغني عكس ما عرف عند صعاليك العصور السابقة والحاضرة.

 

مجرد المقارنة البسيطة بين صعاليك الجاهلية وصعاليك اليوم ينتابك شعور باننا نحن نعيش في زمن الجاهلية فبالرغم من ان صعاليك الجاهلية كان لبعضهم اخلاق سيئة وسلوك شائن الا انه كانت لهم بعض الإيجابيات كالكرم وبرهم بأقاربهم حيث كانوا يعطون ما سلبوه للمحتاجين من الأقارب والاحباب كما كانوا لا يغدرون اضافه لكونهم فوق ذاك شعراء عكس صعاليكنا السياسيون الان الذين راح بعضهم يصدر الفتاوى الدينية بحجة انهم شيوخ دين وهم في الاصل ليسوا الا ارهابيون وقتله ماجورين وصعاليك.