يتزايد الإحساس بالقلق ويتبدد الشعور بالأمان وأصبح الخوف هو المخيم على الحياة. .. فلم يعد الإنسان آمن في يومه أو مطمئنا على غده.
فعملية الحزم والإنقاذ قد انتكست وإعادة الأمل قد تعثرت وتحولت إلى خيبة أمل بسبب الفشل في ترتيب أوضاع أفضل في المناطق المحررة يلمسها الناس وتكون نموذج يحتذى به. .خيبة سنظل نعاني من فوضاها زمن طويل وقد خدمة الانقلابيين بأن التف حولهم معظم أبناء الشمال خوفا من التحرير ونقل النموذج الجديد إليهم. .فقليلي الخير قد حذروا التحالف بأن أي تطبيع لأوضاع طيبة في المحافظات الجنوبية ستهيىء للانفصال.
لذلك فنحن الجنوبيون قد اهتز لدينا اليقين بمن كنا نعول على مدهم يد العون إلينا أما من باب رفع الظلم الذي طال شعب الجنوب منذ احتلاله في عام 94 ، أو من باب العرفان لمن وقف واخلص وضحى بخيرة رجاله فاحرز الانتصارات التي حفظت للشرعية والتحالف ماء الوجه وابقت التحالف مستمرا حتى الآن !
فأي شرعية واي تحالف كان يمكن الحديث عنهما لو كان بقي وضع الجنوب كوضع الشمال لم تسقط أو تتحرر محافظة واحدة بشكل كامل طوال 5 سنوات.
إن ما يحز في النفوس ويشعرها بالمراره رؤية التحالف وهو يميل بكل ثقله ليسترضي اللوبي المهيمن على الشرعية في اليمن ويمنحه كلما يريد رغم فشله المخزي وافشاله للتحالف في تحقيق أي انتصارات على الأرض شمالا ورغم تسببه باستنزاف التحالف وتمزيقه والإبقاء على إسمه فقط إلا من دولة واحدة سيأتي دورها في التخوين والتآمر وتحويلها إلى قوة احتلال وتحميلها مسئولية هزائم الشرعية وجيشها الوطني البطل قريبا كما حصل مع شقيقتها دولة الإمارات.
وفي المقابل يتم التعامل بقسوة ودونيه مع شركاء آخرين دخلوا مع التحالف بقوة واسهموا في معظم الخسائر ولكن لا يراد لهم الخروج باي ربح لقلة حيلتهم كشعب الجنوب الذي ينظر اليهم وكأنهم مجرد شياه أو اكباش فداء لا غير ، يتم الزج بجزء منه في الجبهات حيث يجب ان يموتوا بعد أن يقتلوا أكبر عدد من الخصوم. ..ويكون على الجزء الآخر الانتظار حتى يأتي دورهم للذبح أما بسكين جزار الشرعية أو بسكين جزار السيد أو بسكين التحالف ذاته إذا تطلب الأمر ذلك تحت ذرائع أما الانقلاب على الشرعية أو العمالة لجهة معادية أو التمرد على المرجعيات الثلاث. ..الخ.
فهل هي سياسات فاقده للرؤية ومفتقره للحكمة ؟ نسأل الله السلامة.
ولكن رغم كل ذلك وأقولها صادقا فإنه يجب علينا أن لا نفقد الأمل بدول التحالف وان نظل نظن فيهم خيرا فليس لنا غيرهم لعلها تصحى الضمائر فتتراجع المواقف في اي لحظة عندما يصلوا إلى قناعة تامة بأننا أصحاب حق وأننا ابقى واقرب وأصدق واوفاء لهم من الآخرين الذين طعنوهم في الظهر.
فقدرنا اننا في زمن عصيب يندر فيه الإخوان وينعدم المعين ويقل الناصر.
كما أننا ومن واقع التجارب وقراءة المشهد فإننا نرى بأن التشنج والانفعالات والأفعال غير محسوبة العواقب لا يمكن ان تدفع عنا البلاء وتحل المشاكل والمعضلات بل تزيد اوضاعنا سوء وهذا ما يعول عليه اعداء شعبنا اي حماقاتنا زائدا الرعاية والاهتمام بالانقسامات والنزاعات الداخلية فذلك ما يجعل الفشل حليفنا.
وهذا ما يستوجب أن يكون تعامل الجنوبيين في العلاقة مع التحالف على أساس المنهج التوافقي الذي يقوم على حساب كل البدائل الممكنة ثم اختيار أحسنها أما أن يتم رفض واستعداء المتاح دون ضمان البديل فهذا هو الانتحار بذاته.
وعليه فإن الحفاظ على استمرار العلاقة مع التحالف هي مسئولية الكل من خلال الاستخدام الأمثل لوسائل وقنوات التواصل كما أن مسئولية تعزيزها وتطويرها يقع على عاتق النخب الصحيحة العقول وأهل العلم والبصيرة والحل والعقد أن وجدوا ولا تترك لأهل الأهواء والمتطفلين العبث أو الأضرار بها أو دفعها باتجاه الهاوية فالأمر حساس وجد وليس بالهزل وقد يصيبنا دمار ذلك الزلزال أن وقع هنا في الداخل وقد يمتد دماره للجنوبيين ومصالحهم الكبيرة هناك في الخارج. .فرجال القرار السياسي في دول العرب دائما ما يبالغون في الخصومة ويطال غضبهم وعقابهم الجميع فعلينا ان ناخذ العبر ونستفيد من الدروس كما يجب على الكل التحلي بالصبر فهو ما يعيننا على الثبات ولا يترك لليأس اي ثقره للتسلل إلى القلوب مهما أظلمت المسالك وتتابعت الخطوب وتكاثرت النكبات فبعد كل ضيق فرج.
أخيرا يمكن القول إنه وبقدر صبرنا فإن على الأشقاء وكل العالم أن يدركوا بأن شعب الجنوب لا يمكن ان يفرط بحقه في استعادة دولته فالحذر من تهميش الجنوبيين وتجاهل قضيتهم وإنكار ادوارهم وتضحياتهم والقسوة في معاملتهم فالاحباط يولد الانفجار والقهر يؤدي إلى العنف والصمت ينتهي إلى الصراخ فالجنوب حي وواهم من يظن أنه قد ذهب إلى غير رجعة فإن تعثر هذا الجيل فقد ينهض جيل آخر قادم ويستعيد دولته إن شاء الله.
والله من وراء القصد