آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-01:58ص

قد تكون المحنة محنة ربانية نحن لا نعلمها

السبت - 11 أبريل 2020 - الساعة 06:22 م

فيصل الشميري
بقلم: فيصل الشميري
- ارشيف الكاتب


قد تكون المصيبة طريق الخلاص بعد انتشار الظلم والقهر والقتل والاختلاس، في هذا الكوكب المليء بالمتناقضات.. ومن هذه المنح الربانية التي منَّ الله علينا بها حسب ما وثقته مقاطع فيديو متداولة ومسجلة عبر الأقمار الصناعية، من تغيرات عالمية حقيقية حدثت بسبب فيروس كورونا، فقد أحدث منحة في أجواء المحنة التي يعيشها كوكب الأرض اليوم.

حيث أن الأرض بدأت تتنفس مجدداً بسبب انتشار كورونا... حيث يعيش الكوكب حالة لم يشهدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية WARII)).

حيث أن معدل غاز ثاني أكسيد الكربون Co2 في أدنى مستويات له تاريخياً، بعد أن توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية والمصانع والمعامل وأنظمة التدفئة وانخفاض تراكم النفايات وحرقها، والتحللات الميكروبية وحريق الغابات وغيرها الكثير..  بسبب انتشار كورونا، حيث انخفض Co2 بنسبة 5% تقريباً وهو ما أكده مشروع الكربون العالمي (GCP).

لم يحدث هذا الانخفاض حتى حين تفكك الاتحاد السوفيتي ولا الأزمات المتلاحقة جراء الركود وانخفاض الطلب العالمي على النفط خلال العقود الخمسة الأخيرة، كما أثر كورونا اليوم على مختلف الانبعاثات...!

وتمثل هذه التوقعات بانخفاض معدل Co2 منحة وبارقة أمل في وسط المحنة، فقد حذر في أوقات سابقة علماء الطقس والمناخ حكومات العالم من أن الانبعاثات العالمية لــ Co2 يجب أن تبدأ في الانخفاض بحلول هذا العام 2020 لتجنب أسوأ آثار لتغير المناخ على الكرة الأرضية ولكن كورونا أتي وعمل مالم يعمله قادة العالم...!

ولكنها قد تكون هذه الفترة قصيرة ويعود الحال على ما هو عليه بل بلا مبالاة، فهل سيتعظ العالم، من ذلك باستمرار تخفيض الانبعاثات بشكل تطوعي شعوراً بالمسؤولية وتأنيباً للضمير بعيداً عن الجشع وحب الاستحواذ ونسيان المصير، أم أننا قادمون على حرب عالمية قد لا تبقي ولا تذر إلى سعير...!

كما أن توقف حركة الطيران والملاحة العالمية، وانخفاض الإنتاج العالمي للمصانع بنسبة قد تصل إلى 40% وتوقفت معها المعامل الصناعية الاشعاعية والبيولوجية الى حدٍ كبير تحسنت جودة الهواء بنسبة 21%.

إنه لأول مرة يمكن لسكان المدن الأكثر تلوثاُ حول العالم كمدينة دزهو، دونج يانج، زواز، هوان، شيانيان، ليوان، وهنجشوى فى الصين، ودلهى ومومباي بالهند، وبيشاور وكراتشى بباكستان، وباماندا بالكاميرون، وسومقاییت بأذربيجان، ودزيرجينس ونوريلسك في روسيا، وكابوي في زامبيا والكثير جداً من المدن حول العالم.. إنهم اليوم ينظرون للسماء بلونها الطبيعي زرقاء تشرح الصدور والنفوس، بعد أن كانت رمادية مغطاة بالضباب والعوادم والجزيئات الصغيرة من الادخنة والعوادم.. تجلب البغضاء والعبوس.. وكنت أرجو ايضاً معرفة معدل ذوبان الجليد وهل انخفض المعدل عما كان عليه لكن للأسف لم أجد أي دراسات موثقة حول ذلك، حالياً لكن قد يكون قريباً ومُحتملاً، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد في المناطق القطبية يثر تخوف العلماء من أنه لا يقل خطورة عن التلوث الهوائي حيث يتوقع العلماء ظهور فيروسات كانت قد اختفت منذ آلاف السنوات سيكشف عنها ذوبان الجليد، ستكون أخطر من كورونا وستكون كارثة بيئية جديدة، ونعود لنقول من المنح التي ترافق المحن في اليمن قد تتوقف الحرب ويعود السلام.. وعلى الله وحده حسن الختام.