القائد أبو هارون وبما أنجز وقدم حتى الآن هو تاج على رؤوسنا. ..لأنه وأمثاله رجال يشدوا الظهر ويرفعوا الرأس ويبيضوا الوجه قول وفعل حرب وسلم في ميادين المعارك وفي ميادين الخير والبناء داموا ذخرا لنا.
ونحن نهنئيه على جميل سعيه ومد جسور علاقته بمجموعة بيت هائل التجارية وتوظيف تلك العلاقة في أعمال الخير ولما ينفع الناس ومنها منحة ال 15 كيلو متر ازفلت لطريق رصد وهذا جهد يشكر عليه من الأعماق إذا ما أصبح حقيقة ملموسة على واقع الأرض.
ونأمل إلا يتم الالتفات إلى ما قيل أو يقال سلبا هنا أو هناك طالما وقد تم إنزال وعرض تلك المنحة الموعودة في مجموعات ومواقع التواصل ووصل خبرها إلى الأسواق والمقايل وبين الصغار والكبار فكان لا بد من توقع مثل تلك الأقاويل.
حيث كان الاصوب أن يتم التواصل المباشر مع سلطات رسمية ووجاهات معتبرة في المديرية. ..كمدير عام وأمين عام ورئيس لجنة الطريق المستهدفة ومن يراه من مشايخ ووجاهات المديرية ودعوتهم إلى لقاء يطرح فيه الموضوع وعرض اشتراطات الطرف المانح ومناقشة ما يلزمهم وتوزيع المهام ووضع برنامج عمل لضمان نجاح المنحة ووصولها إلى مكانها.
فالطريقة التي تم بها العرض وما صاحب ذلك من جدل طويل بين مؤيد ومعارض ومتيقن ومشكك. ..عسى ان لا يكون القصد منها التسلي بإثارت المواجع وتبادل المهاترات والشتائم ولعن الموتى وازدراء الآباء والأجداد الأحياء من أبناء جلدتنا وما إلى ذلك من مفردات جلد الذات كما اعتدنا طوال كل المراحل. ..كل جيل يحمل الجيل السابق مسئولية التسبب بالظلم الذي أصاب مناطقنا واحرمها من حقوقها ووضعه موضع الجلاد مع إن الكل ضحية لسياسات فوقيه ظالمة وممنهجه مورست ضد يافع عامه .. ولا نريد غدا ان نسمع أن الطريق كانت محلولة ومنجزه لولا تعطيل هذا الجيل ومن سبقه لأن تحميل المسئولية على الآخر في كل الأحوال هو أبلغ هجاء للذات وهو يضعنا في موضع من ينفعل ولا يفعل ويتأثر ولا يؤثر فيجب على الكل الشعور بالمسؤولية والنهوض للعمل كلا من موقعه لما فيه خير المنطقة.
فالاستمرار بمثل تلك المهاترات والتلاسن بين الإخوة وربط أعمال الخير غير المشروطة بمواقف سياسية عيب وانتقاص من الجميع وخيرا للناس ترك الجدل فيما لا طائل من وراءه غير خسارة الناس لبعضها.
وعلينا ان نشد على أيدي القائد أبو هارون ونناشده ببذل كل قصارى جهده لإنجاح المنحة بعد ان ظهر وجهه أمام أهله. ..فنجاحه سيرفع من مكانته وعلى العكس من ذلك ستتأثر تلك المكانة في حالة الفشل ونحن نتمنى له الأولى لا الثانية.
كما أنه ليس مقبول أي عذر ولأي سبب كان قد يؤدي إلى الانسحاب أو إعلان الفشل وضياع هذه المنحة ولو حصل ذلك فإنه يحق لكل عاقل يميز بين الصدق والكذب القول إن تلك المنحة كانت كاذبة من بدايتها وبقصد الفتنة وتاجيج الخلافات وترسيخ خيبات الأمل لدى الأهالي من رجال يافع. ..كما الفشل وضياع المنحة سيكون له انعكاسات سلبية وعواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد عند الداعمين والساعين إضافة إلى ذلك بأننا سنكون أضحوكة ومضرب للأمثال في السذاجة والغباء ولهذا وجب الانتباه والحذر وعدم التهاون.
ومن جانب آخر فإن النجاح قد يدفع بشركات وبيوت تجارية أخرى على البذل والعطاء فيافع سوق استهلاكية وقوة شرائية هائلة والكل يسعى إليها وقد نرى في القريب المنظور قيام مصنع أسمنت حبيل برق بتقديم منحة مماثلة أو أكثر لتلك الطريق من اتجاه أبين لأنه يدرك الفوائد الكبيرة التي تعود عليه من دخول أسواق يافع والبيضاء وما بعدها عبر تلك الطريق فهو الأقرب إليها من بقية المنافسين. ..الخ ومثل هذا شائع ومعتاد في كل العالم حيث تقوم دول وشركات بتخصيص منح ومساعدات للدول والشعوب التي تستورد منتجاتها وتكون سوق مستهلكة لبضائعها وكذلك شركات التنقيب والتعدين والتصنيع. ..الخ.
فإلى الإمام إلى الإمام لا رجوع.
والله من وراء القصد