آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

تعاميم .. للترميم أم للتنويم!!

السبت - 25 مايو 2019 - الساعة 04:12 م

ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻧﻲ
بقلم: ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻧﻲ
- ارشيف الكاتب


 
 
  في أواخر عام 2014 ، قرر الاتحاد العام لكرة القدم إيقاف مسابقة دوري الدرجة الأولى إلى أجل غير مسمى، بسبب الأحداث التي أندلعت في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى.
ومنذ ذلك اليوم لم تستأنف المسابقات الرياضية، ولم يتم حتى اللحظة تسمية بطل الدوري وإنهاء الجدل، ولم تقام أي بطولة كروية رسمية أخرى تحت رعايته!
  خلال خمس سنوات ظل اتحاد كرة القدم مهاجر خارج البلاد، يواعد الأندية والفروع سراً وجهراً بإقامة بطولات للفئات العمرية للدرجتين الأولى والثانية؛ وظل بين الفينة والأخرى يحرر مذكرات وتعاميم، تارة يوعد الفرق بعودة مسابقة الدوري ويحدد موعد إنطلاقها ثم يغير رأيه ويصدر تعميم آخر يقول فيه أن سيقيم مسابقة تجمع أندية الدرجتين الأولى والثانية وأبطال المحافظات، بنظام المجموعات والتجمع في صنعاء وعدن وإب وحضرموت، ومرة يطلب من روؤساء الفروع والأندية ، دراسة الوضع وتقديم تصورات لعودة دوران الكرة والمسابقة الأولى في بلادنا إلى الملاعب؛ فكانوا يقدمون المقترحات والحلول لكن مقترحاتهم وتصوراتهم كانت تُلقى في سلة المهملات والوعود تذهب ادارج الرياح!
  وبالتالي وصل لاعبو وإدارت الأندية إلى قناعة تامة بأنه لن تعود المسابقات والنشاط الرياضي مجدداً في ظل قيادة اتحاد غير متواجده في البلاد وليست جادة في عودة زخم المباريات، فتم تسريح اللاعبين وكل لاعب ومدرب أنهى مسيرته مع كرة القدم حسب الطريقة التي أرادها ، ولسان حالهم يقول لا تشلوني ولا تطرحوني!
 
 صدقوني إنني أكتب هذه السطور بحرقة على ضياع مستقبل عدد كبير من اللاعبين الناشئين والشباب النجوم، الذين كانوا ينتظرون الفرصة للإبداع وابراز مواهبهم قبل توقف الدوري، لكن موهبتهم كُتب لها الضياع قبل أن تبدأ !
  صحيح أُقيمت مسابقات هنا وهناك بجهود ذاتية وبدعم رجال أعمال محبين للرياضة والرياضيين، (كثر الله خيرهم) لكنها أي تلك المسابقات لم تكن رسمية وكانت متواضعة.
 
   الشارع الرياضي وزملاء الحرف الرياضي، لم يصمتوا طيلة السنوات الماضية وظلوا يتساءلون عن سبب عدم عودة مسابقات كرة القدم ويطالبون بعودتها بأي شكل من الأشكال، لكن مسؤولي اللعبة؛ كانوا يتججون بالمخصص المالي تارة وتارة أخرى بالوضع الأمني، وهي أعذار غير مقبولة، سيما وأغلب المدن اليمنية أصبحت شبه مستقرة، والاتحاد يتسلم دعم سنوي خارجي وصندوق رعاية النشء والشباب مُفعل، وبعض الأندية لديها مشاريع إستثمارية تدر عليها بالمال، وأعتقد أنه لا يوجد دولة في العالم خاضت حروب واستمر فيها الحرب، توقفت فيها مسابقات كرة القدم،  مثلما توقفت في اليمن، وما سوريا عنّا ببعيد!
 
 الراسخون في الشأن الرياضي، كانوا يعلمون أن تعاميم الأمانة العامة للاتحاد الكروي وتصريحاتهم الصحافية خلال سنوات توقف النشاط، لم يكن هدفه ترميم الفجوة الحاصلة بينهم وبين الجماهير، وإنما هو إثبات حضور للنفس أمام الساحة الرياضية والاتحاد القاري أنه مازال حاضراً ومهتماً بكرة القدم، بل كان هدفه الرئيسي؛ تنويم المهتمين والمتابعين بالشأن الرياضي وجعلهم يعيشون تحت خط الإنتظار ، غير مدركين أنهم باتوا على شفا جرف التعويم!
أخيراً وليس آخراً ، صرح مصدر مسؤول في اتحاد القدم قبل أربعة أيام أنهم بصدد إقامة دوري تنشيطي لأندية الدرجتين الأولى والثانية وتدشينه يوم 20 يونيو القادم.
  لن أختم مقالي بالتشاؤم والتضجر، لكني ساتفاءل بتحقيق ما وعد به اتحادنا على أرض الواقع وترميم ما أفسده التوقف الطويل.. فهل يا ترى سيصدق اتحادنا هذه المرة ونشاهد مباريات دورينا تعود إلى الملاعب ونسمع هدير الجماهير؟
 أتمنى أن لا أرى تعميما بعد اليوم، يدعو إلى استمرار التوقف والعودة إلى النوم!!