حين جرى تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كولي للعهد في المملكة العربية السعودية كانت التوقعات تشير الى ان الرجل لن يتمكن من القيام باصلاحات كثيرة وذلك لتعليلات شتى لعل ابرزها واعلاها شانا التركة السلطوية والارث الرسمي المثقل بالاداء التقليدي والروتيني الذي عاشته المملكة في عصور مضت.
غير ان الامير محمد ذو الـ31 ربيعا خيب كل الظنون وجانب كل التوقعات بشروعه في القيام بمنظومة من الاصلاحات في شتى المجالات مستهلا عهده وعمله وممارسا سلطاته بخطوات كان الحديث عن انجازها ضربا من المستحيلات.
ولانه وفق اداءاته يبدو مخلصا للبلاد فقد شرع في إصلاحات من الوزن الثقيل حيث انبرى الى اعتماد نهج محاسبة الامراء الذين كانوا يسيطرون على جانب كبير من الثروة في المملكة عندما اتخذ توجها باقصاءهم ومحاسبتهم وازاحة البعض من مناصبهم القيادية وهو توجه لم يجري عليه أحد من قبل في تاريخ المملكة.
شروعه بامراء العائلة المالكة اكد للجميع مدى مصداقية الرجل واخلاصه للشعب والوطن السعودي اذ كان من المستحيلات قبل مقدمه الى الحكم مجرد التفكير في اقصاء او محاسبة اي امير ينتمي الى الاسرة المالكة.
نهج المحاسبة والمساءلة لم يشمل في واقع الامر الامراء فقط حيث امتد ليطال رجال اعمال وقيادات واصحاب مناصب مهمة سواء في البلديات او غيرها حيث جرى اقصاء وتسريح العشرات ممن ثبت عبثهم وقيامهم بارتكاب مخالفات او تجاوزات في اعمالهم ومناصبهم. الأمر الذي لاقى ارتياح كبير في الشارع السعودي.
التاسيس لعهد جديد في تاريخ المملكة
لم يكتف محمد بن سلمان بمنظومة الازحات والاقالة والمحاسبة اذ اخذ على عاتقة مهمة اعادة الاموال التي حصل عليها هؤلاء الامراء طيلة فترة وجودهم في سدة الادارة ورجال الأعمال ممن ثبت تورطهم بقصايا فساد، وهو ما اكد جديته في المضي قدما بطريق الاصلاحات ومحاربة الفساد مؤسسا عهدا جديدا في تاريخ المملكة.
لا تقف انجازات محمد بن سلمان عند حد المحاسبة والاقالة لبعض امراء العائلة فقط بل اتخذ منحى اخر تمثل في تطبيقه لنهج التشبيب للمناصب القيادية في كل الوزارات والمصالح الحكومية والسلطوية فمنذ تعيينه وحتى اللحظة صدرت عشرات الاوامر الملكية بناء على عرض محمد بن سلمان ضد محتكري المناصب القيادية فقد جرى تسريح جمع كبير من المسؤولين المعتقين الذين مضى على وجودهم في كراسي المسؤولية حقبة طويلة من الزمن وهو اتجاه عزز حقيقة الرغبة لدى بن سلمان في النهوض بالمملكة في شتى المجالات.
رؤيتي لـ2030 م وآفاق تطوير المملكة
الاصلاحات الاقتصادية التي قادها الرجل هي الاخرى وجدت طريقها الى النور ورغم انها مازلت في بدايتها إلا ان المواطن السعودي بدأ يلمس اثرها ويستشعر مدى ما حققته هذه السياسات من نجاحات اقتصادية على المستويين الحكومي والمعيشي.
رؤيتي لـ2030م لم تاتي من فراغ بل جاءت لتؤكد تصميم الأمير الشاب وعزمه على المضي قدما في تحقيق جانب واسع من الاصلاحات والخطوات التصحيحية التي كان الحديث عنها مجرد خيال يستعصي على الانجاز.
وتسعى رؤيتي التي محمد ن سلمان مهندسها الى تعزيز الاصلاحات الاقتصادية ووضع الاسس الكفيلة بتحقيق برنامج التحول الوطني والاعتماد على عدة مصادر اقتصادية وليس النفط فقط بالاضافة الى تعزيز الاستثمارات الاجنبية.
حيث تتضمن رؤيتي في تفاصيلها وخطوطها العريضة دعم صندوق الاستثمارات العامة وتطوير القطاع المالي وتحسين نمط حياة الفرد وتوسيع الشراكات الاستراتيجية وتوفير حياة كريمة للسعوديين وتطوير الصناعة الوطنية وتعزيز دور القطاع الخاص وتحفيز الشركات الوطنية وتعزيز الشخصية السعودية وخدمة ضيوف الرحمن.
كما تتضمن هذه الرؤية ايضا رغبة بن سلمان في توسعه الشبكة السعودية من الطاقة بعيدا عن النفط عبر الاعتماد على الطاقة النظيفة والبديلة التي يمكن ان تزود 150 مليون منزل في السعودية وتتطع الرؤية الى بناء شبكة من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030م تصل الى 200 جيجاوات في جميع انحاء السعودية وهي في واقع الامر تعد اكبر بثلاثة اضعاف من الشبكة الموجودة حاليا في المملكة المتحدة.
تعزيز الدور الريادي للسعودية خارجيا
خلال جولته التي شملت عددا من الدول ابرم محمد بن سلمان العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات لتطوير المملكة وتعزيز حضورها وتواجدها وتاثيرها في الساحة الاقليمية والدولية.
ففي زيارته الى بريطانيا التي التقى خلالها الملكة اليزبيت الثانية جرى بحث العلاقات بين البلدين ومجالات تطويرها وتعزيزها بالاضافة الى ممكنات تعزيز التفاهم السعودي البريطاني ازاء قضايا المنطقة والشرق الاوسط.
كما قام بن سلمان بجولة استغرقت اكثر من اسبوعين الى الولايات المتحدة الاميركية التقى خلالها الرئيس ترامب في هيوستونوخلال الزيارة عرج بن سلمان على كل من بوسطن ونيويورك وسياتل ولو انجلس حيث بحث خلالها جهود تعزيز وتطوير العلاقات البينية مع اميركا ومجالات تطويرها كما تم بحث ملفات المنطقة ومن بينها ملف الارهاب وقضايا اخرى تتصل بالجهود السعودية في سبيل تكريس الاصلاحات الداخلية.
وشملت جولة بن سلمان كل من فرنسا واسبانيا وهو ما اكد حرصه على الاتجاه الى تعزيز حضور المملكة في المحيطين الدولي والاقليمي والرغبة في اسناد واقع السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.
خلال تلك الزيارات استطاع الرجل ان يبرم اتفاقيات وصفها مراقبون للشأن السعودي بالمهمة لكونها تهدف لتحفيز عجلة الاقتصاد السعودي عبر تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط بالاضافة الى توطين الصناعات العسكرية والتقنية ونقل مشاريع الترفية الى الداخل السعودي وبهذا فأن المملكة ستغدو من بين أهم عشر دول اقتصادية على مستوى العالم حسب خبراء اقتصاد.
ومن بين الاتفاقيات التي ابرمها بن سلمان الاتفاقية الموقعة مع روسيا الاتحادية حول كبح انتاج النفط لمعالجة التخمة المعروضة في السوق حيث ساهمت هذه الاتفاقية وبشكل ملحوظ في تحسين اسعار النفط التي تهاوت منذ 2014م واثرت على اقتصادات بلدان العالم المنتجة للنفط.
بوسعنا القول ان الصفقة التي اجراها الامير محمد بن سلمان مع سوفت بنك تعتبر من اهم الاتفاقيات التي ابرمها على الاطلاق حيث تهدف الى بناء اكبر مشروع في تاريخ البشرية من الطاقة الشمسية ويقدر حجم الصفقة بنحو 200 مليار دولار.
زيارته التي اجراها الى الهند هي الأخرى جسدت علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين البلدين حيث جرى خلال الزيارة التاكيد على تدعيم الشراكة الاستراتيجية القائمة عبر انشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بقيادة بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
كما جرى خلال هذه الزيارة الهامة التوقيع على مذكرات تفاهم عدة في شتى المجالات بين البلدين، واثناء الزيارة ايضا ابرم بن سلمان اتفاقية بشان انضمام السعودية الى التحالف الدولي للطاقة الشمسية والذي اطلقه رئيس الوزراء الهندي مودي.
واتفق بن سلمان مع الجانب الهندي على زيادة تعميق التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين من خلال مواءمة رؤية المملكة لعام 2030م وبرامج تحقيق الرؤية ال13 مع مبادرات الهند الرائدة ومنها اصنع في الهند وابدا الهند والمدن الذكية والهند النظيفة والهند الرقمية.
وقد لقيت مبادرة بن سلمان الى الاستثمار في مجالات الطاقة والتكرير والبتروكيماويات والبنية التحتية والزراعة والتعدين والتصنيع والتعليم والصحة ترحيب رئيس الوزراء الهندي حيث اعلن بن سلمان عن تخصيص 100 مليار دولار لهذه المشاريع.
في زيارات بن سلمان يلحظ المرء مستوى ما يتم انجازه من مشاريع واعمال واتفاقيات اذ بخلاف ما يجري خلال زيارات قادة وزعماء من اتفاقيات على ورق نجد بن سلمان حريص على الخروج باكبر استفادة ممكنه من كل زيارة وهو ما يؤكد مستوى الجدية في اداءاته المختلفة خلال زيارته الى باكستان مثلا كان واضحا حرص بن سلمان على ابرام مشاريع واتفاقيات عديدة حيث جرى التوقيع على اتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار.
في ختام زيارته الى باكستان اشار بن سلمان الى ان فرص السياحة المتبادلة بين البلدين مشيرا الى انه سيكون هنالك مليون سائح بين البلدين في يوم من الايام وهذا بحد ذاته انجاز كبير لصالح المملكة.
وخلال هذه الزيارة لم ينس بن سلمان مشكلة افغانستان حيث اتفق الجانبان على اهمية تعزيز السلام والاستقرار في هذا البلد حتى يتمكن ملايين اللاجئين الافغان في الدول المجاورة من العودة الى بلادهم بالاضافة الى اهمية المساهمة في تنمية افغانستان وتوطين السلام الدائم فيها وهو اتفاق يضاف الى انجازات السياسة الخارجية للمملكة.
وقد قرر الجانبان السعودي والباكستاني انشاء مجلس تنسيق مشترك رفيع المستوى بين البلدين يراسه من الجانب السعودي الامير محمد بن سلمان ومن الجانب الباكستاني رئيس الوزراء كما توافق الجانبان على تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار وتشجيع التواصل بين الشعبين ورجال الاعمال.
وعلى هامش زيارته الهامة الى الصين ابرم بن سلمان 35 اتفاقية بقيمة تصل الى 28 مليار دولار.وشملت تلك الاتفاقيات مجالات النقل والطاقة والتجارة والتمويل ومكافحة الجرائم الالكترونية والطاقة المتجددة وحماية حقوق الملكية الفكرية بالاضافة الى تاسيس شركة مشتركة للصناعة الكيميائية الدقيقة وهندسة المواد.
وجرى خلال الزيارة تسليم 4 تراخيص لشركات صينية متخصصة في عدد من المجالات وقد ارتفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي بنسبة 32% وسط توقعات بخلق المزيد من الفرص المستقبلية بين البلدين.
من اهم الاتفاقيات التي ابرمها بن سلمان اتفاقية التعاون بين الهيئة العامة للاستثمار وشركة جولد ويند الدولية القابضة حيث تهدف الاتفاقية الى تفعيل اطر التعاون والتشاور في مجال تطوير الاستثمار في توربينات الرياح الهوائية عن طريق تصنيع اجهزة التحكم الكهربائية وهياكل المحركات الهوائية وشفرات التوربينات والمولدات الهوائية وتقدر قيمة الاتفاقية بنحو 18 مليون دولار وتهدف الاتفاقية الى اتاحة فرص عمل جديدة في السوق تصل الى اكثر من 800 فرصة عمل.
وجرى ابرام اتفاقيات تشمل كلا من صناعة البتروكيماويات وتقنية المعلومات والبنية التحتية بموازاة التعاون في النقل البحري وتم التوقيع على اتفاقية تعاون تهدف الى استحواذ شركة ارامكو السعودية على ما نسبته 9% من مشروع جي جيانغ للبتروكيماويات لانتاج منتجات تكرير وايثيلين وبارازايلين px كما جرى الاتفاق على ادراج اللغة الصينية في المناهج السعودي وهو جزء من الاتفاق في المجال الثقافي وقد اتفق البلدان ايضا على تعزيز الشراكة في مكافحة الارهاب.
البصمة السعودية في السياسة الخارجية
ومع ان المملكة لها صوت مسموع في خارج محيطها الجغرافي الا ان محمد بن سلمان نجح في تطوير ذلك الصوت عبر تعزيز التواجد والحضور والبصمة السعودية في السياسة الخارجية.
معروف ان المملكة تدير العديد من الملفات في محيطها الاقليمي غير ان هذه الادارة جرى تطويرها منذ تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد لتغدو اكثر حرصا على تحقيق غايات شعوب تلك الدول التي تؤثر في مجرى اداءاتها السياسة الخارجية للمملكة..
فخلال زيارته الى مصر مثلا كان واضحا حرصه على رفع مستويات التنسيق مع الدول الشقيقة المؤثرة في مجرى السياسات والقضايا في المنطقة العربية والشرق الاوسط بالاضافة الى تكريس التعاون والتكامل الاقتصادي عبر اعلان القاهرة الذي يهدف الى تطوير التعاون العسكري وتحقيق التكامل الاقتصادي وهو الاتفاق الذي استتبع بالضرورة تشكيل المجلس التنسيقي لاعلان القاهرة بموازاة انشاء منطقة تجارة حرة في سيناء.
تطلعات انضمام السعودية الى النادي النووي
الحديث عن مستقبل المملكة يستدعي بالضرورة حديثا عن الخطط والمشاريع التي يرنو بن سلمان الى تحقيقها ومنها خطته الى انشاء 16 مفاعلا نوويا سلميا بتكلفة تصل الى 300 مليار ريال على مدار العشرين عاما القادمة حيث يتطلع بن سلمان الى انضمام السعودية الى النادي النووي.
ومع ان ولي العهد السعودي اكد في تصريحات له عدم رغبة السعودية في حيازة القنبلة النووية الا انه استدرك بالاشارة الى ان قيام ايران بتطوير اعمالها ومشاريعها النووية فان السعودية لن تتوانى عن السعي الى حيازة القنبلة النووية لحماية مصالحها الاستراتيجية وامنها القومي وهي تصريحات اثارت صخبا في العديد من الوسائط الاعلامية الدولية.
عهد جديد في حياة المرأة السعودية كان الحديث عن قيادة المرأة للسيارات امرا يندرج في اطار المحظورات في عهود من سبقوا بن سلمان وهو امر كان يشكل ضربا من الاساءة لسمعة المملكة ومكانتها غير ان مقدم الامير محمد بن سلمان حمل البشرى للنساء السعوديات وللمهتمين بالمملكة ومستقبلها حيث غدا في وسع المرأة السعودية قيادة السيارات اعتبارا من تاريخ 24 يونيو 2018
مساندة بن سلمان لتوجهات دمج المرأة في الواقع الرسمي والحكومي وتمكين دورها في المجتمع ومساواتها للرجل في جميع المجالات ادت الى سعي بن سلمان لمساواة المرأة بالرجل في استراتيجية الاجور حيث عزز هذا السعي في زيادة اندماج العنصر النسائي في سوق العمل بنسبة 22%.
الحقيبة الاقتصادية للامير محمد بن سلمان
منذ توليه موقع ولاية العهد لم يدخر محمد بن سلمان جهدا في سبيل انجاز مشاريع اقتصادية كبيرة ومتطورة وتضم الحقيبة الاقتصادية والمشروعاتيه لبن سلمان مشاريع عملاقة لعل ابرزها واعلاها شانا مشروع نيوم الذي يهدف الى انشاء منطقة استثمارية وتجارية وصناعية على الساحل الشمالي الغربي من البحر الاحمر ويشتمل المشروع على اراض داخل الحدود المصرية والاردنية وتبلغ تكلفة المشروع 500 مليار دولار ويقع على البحر الاحمر وخليج العقبة بمساحة اجمالية تصل الى 26500 كيلو متر مربع.
وفي اطار مشروع نيوم ايضا سيتم انشاء 7 نقاط جذب بحرية سياحية بالاضافة الى 50 منتجعا واربع مدن صغيرة ومن المقرر انتهاء المرحلة الاولى من المشروع في عام 2025م.
مشروع البحر الاحمر
من بين مشاريع الحقيبة الاقتصادية لبن سلمان مشروع البحر الاحمر الذي تم الاعلان عنه في يوليو 2017م ويضم هذا المشروع 50 جزيرة طبيعية بين منطقتي املج والوجه وتشمل الاعمال الاولية في المشروع شق طرق مؤقتة وتشييد مجمع سكني وارصفة بحرية ومطار بينما تتضمن المرحلة الاولى انشاء 14 فندقا فخما باجمالي عدد غرف يصل الى 3 الاف غرفة سيتم تشييدها على خمس جزر بالاضافة الى منتجعين في منطقة الجبال والصحراء.
وقد شاركت في التخطيط للمشروع مكاتب استشارية هندسية شهيرة مثل "بورو هابولد" وشركة "واتاج" بالاضافة الى شركة "دبليو ايه تي جي".
ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع في 2030م حيث سيجري تطوير 22 جزيرة من اصل 90 يضمها المشروع وتشير التوقعات الى ان المشروع سوف يوفر 70 الف فرصة عمل.
وتضم الحقيبة الاقتصادية لبن سلمان مشروع اخر هام وضخم يسمى مشروع القدية وهو عبارة عن مشروع ترفيهي رياضي ثقافي تم الاعلان عنه في ابريل من العام 2018م ويقع المشروع في منطقة القدية جنوب غرب مدينة الرياض على بعد 40 كم على مساحة تقدر بـ334كم مربع ويمكن اعتباره اكبر مدينة ترفيهية في العالم حيث تتجاوز مساحته مساحة ديزني لاند بضعفين ونصف.
ويتضمن المشروع انشاء اكثر من 300 مرفق ترفيهي وثقافي وتعليمي بمعايير دولية وسيشمل ايضا مدن ملاهي ومراكز تجارية وترفيهية ومرافق رياضية لاستضافة البطولات الدولية كما سيحتوي على اكاديميات للتدريب وحلبات صحراوية واسفلتيه لهواه سباق السيارات ووحدات سكنية للتملك والايجار ومطاعم وفنادق.
مدينة وعد الشمال التعدينية
من مشاريع الحقيبة الاقتصادية ايضا مشروع وعد الشمال وهو عبارة عن مدينة تعدينية متكاملة ويتغيا المشروع ان تكون المملكة العربية السعودية ثاني اكبر منتج للفوسفات في العالم بحلول عام 2024م ويقع المشروع على مساحة 440 كم مربع وقد وصل حجم الاستثمارات في المدينة 85 مليار ريال.
وينتج مشروع وعد الشمال مشتقات الفوسفات واحماض كحامض الفوسفوريك وفلوريد الالمنيوم وبوتاس واملاح كيميائية ورماد الصودا بالاضافة الى الصناعات التحويلية كالصابون والمنظفات وتغذية الحيوان بريمكس والدهانات ومعدن المغنيسيوم والسليكون وكذا انتاج الغاز الصخري ومعدات الطاقة الشمسية.
ميناء الملك عبدالله
مشروع ميناء الملك عبدالله يعد احد اهم المشروعات التي دشنها الامير محمد بن سلمان ويقع هذا المشروع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة وقد افتتحه ولي العهد بن سلمان في فبراير 2019م.
وجرى تصنيف ميناء الملك عبدالله في عام 2018م ضمن قائمة اكبر 100 ميناء حاويات في العالم حيث احتل المرتبة 82 عالميا.
وتتغيا مشروعات الامير محمد بن سلمان تشجيع المستثمرين في الداخل والخارج وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنمية الواقع الاقتصادي للمملكة وابلاغ البلاد الذرى في جوانب الاقتصاد والاستثمار والسياحة وتتغيا ايضا توفير مئات الاف من فرص العمل للسعوديين.
همة السعوديين مثل جبل طويق
من اهم الاعمال التي قام بها الامير محمد بن سلمان حضوره لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار والذي يهدف الى تطوير القطاع الاستثماري في المملكة وتعزيز التوجهات الاستثمارية واستقطاب مستثمرين عرب واجانب وقد تواجد في المؤتمر رجال وسيدات مال واعمال ومستثمرين عرب واجانب.
وخلال هذا المؤتمر الهام صرح بن سلمان باقوال ما لبث ان اصبحت حديث الناس وحظيت بشهرة واسعة حيث قال في المؤتمر همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر الا اذا انهد هذا الجبل وتساوى بالارض واثارت هذه التصريحات موجه من التصفيق الحار من جانب الحاضرين.
واضاف بن سلمان في تصريحاته "تطوير الشرق الاوسط حربي انا شخصيا وحرب كل السعوديين" وتابع بالقول "السعودية في السنوات الخمس المقبلة ستكون مختلفة وستكون النهضة في السنوات الـ30 القادمة في الشرق الاوسط هذه حرب السعوديين وحربي التي اخوضها انا شخصيا وسيكون الشرق الاوسط في مصاف الدول واوروبا جديدة".
شفافية الاداء الحكومي امام المواطن السعودي
في عهد بن سلمان جرى تطوير التعامل الحكومي مع المواطن السعودي حيث لم يعد هنالك ثمة حجب للمعلومات حول الاداء والعمل الحكومي من جانب الوزارات والمؤسسات الحكومية في التعاطي مع المواطن السعودي العادي من هذا التطوير على سبيل المثال ما تقوم به الوزارات اثناء وخلال الاعلان عن الميزانية حيث تم اقرار القيام بمؤتمرات صحافية مع وزراء الدولة لتوضيح الحقائق الحكومية للمواطنين وكل شيء يتعلق بخطط الوزارات حيث يتم استقبال الاسئلة والرد عليها من جانب المسؤولين الحكوميين في الوزارات المختلفة.
صفحة جديدة من التقارير الدولية
في عهد من سبقوه كانت التقارير الدولية تصب كالمطر في تعديد حجم الانتهاكات والتجاوزات السلطوية للسعودية وكذا شحة الاصلاحات غير ان هذه التقارير في عهد بن سلمان اصيبت بداء التراجع والتغير في المضمون والمحتوى ولم يعد هنالك ثمة حضور لتقارير دولية كثيرة وذلك في واقع الامر يرجع الى تعليلين اساسيين اولهما حجم اصلاحات بن سلمان وثانيهما الرغبة الدولية في مساندته نظرا لصدقيه توجهاته الاصلاحية ورغبته في ازالة كل النقاط الغير ايجابية التي كانت سائدة في عهد من سبقوه في ادارة الدفة.
ومع ان المواطن السعودي كان يعيش في واقع من رغد العيش والحياة الا ان عهد بن سلمان عزز كثيرا من ذلك الرغد حيث تقلصت مستويات البطالة وبات المواطن السعودي يجد عملا ورزقا في غاية التيسير ولم يعد السعوديون مجبرين على امتهان حرف متواضعة جراء توفر فرص العمل اللائقة بهم كمواطنين في دولة نفطية غنيه.
في عهد بن سلمان لم يعد السعوديون يشغلون مناصب كبيرة حيث جرت تحولات جعلت السعوديين يعملون في وظائف بسيطة وهو الامر الذي شجع الحكومة السعودية على المضي قدما في نهج السعودة في كل الاعمال والوظائف الادارية والحكومية والخدمية والاجتماعية حيث بات التوطين قائما استهلالا باساتذة الجامعات وانتهاء ببائعي الخضروات والفواكة وغيرها من المهن البسيطة.
قائمة الاكثر تاثيرا على مستوى العالم
انجازات بن سلمان وخطواته الاصلاحية في المجال الاقتصادي دفعت وكالة بلومبيرج الاميركية الى اختياره في المركز الثالث ضمن قائمة الخمسين شخصية الاكثر تاثيرا في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والتكنولوجيا على مستوى العالم خلال عام 2017م.
وكان السبب في ذلك الاختيار يرجع الى فكرة طرح شركة ارامكو للاكتتاب العالمي في 2018م التي وضعت بصمة لافتة على مستوى الاقتصاد العالمي.
البعد القومي في سياسات بن سلمان
في اعمال وانجازات محمد بن سلمان ثمة حضور لافت للبعد القومي العربي فعلاوة على مساعدة السعودية لبعض الدول العربية ودعمها الكبير للعديد من الدول والحكومات العربية اتخذ الامير محمد موقفا جديرا بالاشادة في شان الازمة التي تعيشها الجارة اليمن حيث انبرى الى مساندة السلطة اليمنية الشرعية وبالتالي دخول معمة الحرب مع الحوثيين في سبيل نصرة اليمن والاشقاء اليمنيين.
وداعا للارهاب في عهد بن سلمان
ورغم ان المملكة حققت نجاحات عدة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب في عهد الامير محمد بن نائف الا ان محمد بن سلمان استطاع ان يقطع دابر الارهاب في الداخل السعودي عبر سياساته وتوجهاته في المجال الامني لينال بذلك رضا المجموعة الدولية ومراكز مكافحة الارهاب في العالم.
وقد حرص بن سلمان خلال تواصله مع وزير الدفاع الاميركي جايمسماتيس على بحث وسائل تحديث اليات التنسيق بين السعودية واميركا وتطوير التعاون العسكري والدفاعي بينهما بهدف تعزيز توجهات مكافحة الارهاب.
التوظيف الاعلامي لحادثة خاشقجي
استغل الاعلام وبشكل لافت حادثة مصرع الصحافي الشهير جمال خاشقجي في محاولة لتشوية صورة المملكة في الخارج والنيل منها وهدفت بعض وسائل الاعلام الى استهداف ولي العهد الامير محمد بن سلمان مع انه لم يكن على علاقة بهذه الحادثة على الاطلاق.
ووظفت هذه الوسائل ومنها صحيفة واشطن بوست وصحف بريطانية واخرى لبنانية الحادثة لتحقيق غاية اضعاف موقف المملكة واظهارها في بزة الاتهام بالوقوف وراء هذا الحادث الذي نددت به المملكة والامير بن سلمان.
وكان الرئيس الاميركي ترامب قد اكد ثقته في التفسير الرسمي السعودي لحادثة خاشقجي حيث قال في تصريحات لوسائل الاعلام اثق في تفسير السعودية بشان خاشقجي ولا اعتقد ان القيادة السعودية قد كذبت علي.
وقد اقدمت المملكة بتوجيهات الامير محمد على التحقيق في الحادث حيث قال النائب العام في المملكة بان التحقيقات الاولية اظهرت وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي خلال شجار في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال النائب العام السعودي في بيان صحافي ان المناقشات التي تمت بين خاشقجي وبين الاشخاص الذين قابلوه اثناء تواجده في قنصلية المملكة باسطنبول ادت الى حدوث شجار او اشتباك بالايدي ما ادى الى وفاة خاشقجي.
وكانت النيابة العامة قد اكدت في تحقيقاتها بان التحقيق في القضية مستمر مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم 18 شخصا جميعهم من الجنسية السعودية وذلك تمهيدا للوصول الى كافة الحقائق واعلانها ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
تصريحات النيابة والنائب العام اكدت في واقع الامر مدى الالتزام بالمصداقية والوضوح والصراحة في التحقيق بذلك الحادث المشين كما عززت مستوى رغبة المملكة في كشف الجناة وتعزيز الشفافية السعودية في التعاطي مع الحادثة.
محللون اشاروا الى ان المملكة برئية من تهمة استهداف خاشقجي لافتين الى ان السعودية لو كانت تريد اغتياله لما نفذت ذلك في قلب سفارتها ولتمت حادثة الاغتيال في أي مكان اخر مؤكدين ان منطق التحليل في الجرائم يشير الى ان الجهات القائمة بافعال الاغتيال عادةً لايمكن لها ان تنفذ عمليه في عقر دارها وهو الامر الذي يؤكد ان حادثة خاشقجي لم يكن مخططا لها من جانب السلطات السعودية.
تطوير الجيش والصناعات العسكرية
بالاضافة الى كونه ولي للعهد فمازال الامير بن سلمان يحتفظ بحقيبة الدفاع وهنا سعى الامير محمد الى تطوير العمل العسكري وتمكين الجيش السعودي من السير على خطى التقدم وقد اتخذ بن سلمان توجها قضى بانشاءوتاسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية كما حرص على اعادة تنظيم اعمال وزارة الدفاع والاهتمام الحثيث بدعم قطاع الصناعات الحربية.
وقد ابرمت السعودية في عهد بن سلمان بعض الاتفاقيات لتطوير الاداء العسكري السعودي لعل ابرزها اتفاقية السلاح مع الولايات المتحدة الاميركية.
ملف الاصلاحات السياسية
بوسعنا القول ان كثرة انجازاته واعماله تجعله على موعد مع واقع سعودي جديد كليا متدثر بالانجازات والاعمال والمشاريع وذلك حين سيتم تتويجه ملكا على عرش السعودية حيث سيكون في وسعه تعزيز اصلاحاته التي استهلها ابان وجوده على كرسي ولاية العهد بموازاة تطوير البلاد والحاقها بمصاف الدول المتقدمة وذلك تمهيدا للشروع في ملف الاصلاحات السياسية التي كانت ومازالت تنتظر مقدم امير مخلص لشعبه ووطنه كي يستهل القيام بها لتوطيد الشراكة بين المواطن السعودي والاسرة الحاكمة في السعودية ومع ان المملكة شهدت اصلاحات سياسية عبر تشكيل مجلس الشورى والمجالس البلدية واقامة انتخابات شعبية عامة لهذه المجالس الا ان محبي المملكة والمهتمين لامرها ومستقبلها في العالم ينظرون بتفاؤل كبير الى ان يؤدي اعتلاء محمد بن سلمان للعرش الى مزيد من الاصلاحات السياسية التي من شانها رفع مستوى الشراكة في ادارة دفة الحكم والثروة بين المواطن السعودي والاسرة المالكة.
في طريق الجلوس على العرش
اخيرا لقد حقق بن سلمان انجازات يستعصي على احد اخر في وضعه تحقيقها وهنا يتطلع الكثيرون الى واقع من الاصلاحات الشاملة ورفاهية العيش عندما يتقلد هذا الامير الهمام سدة الحكم كملك قادم للسعودية.
في مسودة رؤيتي لعام 2030م تعهد بن سلمان باجراء اصلاحات قياسية في شتى المجالات ومن خلال مسيرته القصيرة في كرسي ولاية العهد بوسعنا القول ان الامير محمد بن سلمان سوف يضع المملكة العربية السعودية على مصاف الذرى في كل المجالات وعلى شتى الصعد الاصلاحية.
لقد بات المواطن السعودي يفخر بوجود امير صادق ومخلص بحجم الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة وهو ما يعني ان السعوديين على مدى تقادم الازمان سوف يفخرون بذلك الامير الذي اهدته السماء الى الشعب السعودي.
كارنية
الامير محمد بن سلمان ولمن لا يعلم يعد الابن السادس للملك سلمان وقد حاز على مرتبة احد العشرة الاوائل في نتائج الثانوية العامة بالاضافة الى نيلة لدرجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود.
وسبق لبن سلمان ان شغل رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالاضافة الى مستشار هيئة الخبراء بمجلس الوزراء وكذا مستشار امير منطقة الرياض عام 2009مبالاضافة الى رئاسة ديوان ولي العهد ومن ثم وزير دولة وعضو مجلس وزراء وبعدها نائب لرئيس الوزراء ووزير للدفاع ونائب لولي العهد ليرتقي بذلك الى منصبه الراهن كولي للعهد.
