آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-10:15ص

جرعة الموت الشرعية

الثلاثاء - 29 مايو 2018 - الساعة 02:33 ص

محمد الخامري
بقلم: محمد الخامري
- ارشيف الكاتب


محمد الخامري
بدلا من الاعتراض ومطالبة التحالف بالتحقيق في عملية قصف المحطة المركزية لشركة النفط اليمنية بشارع الستين بصنعاء أمس الأول؛ بموظفيها وعمالها وزبائنها وكل من كان بجوارها؛ كمنشأة حيوية وليست هدفا عسكريا؛ قامت الشرعية اليمنية بالاعلان عن جرعة قاتلة لمن تبقى من اليمنيين ممثلة في رفع أسعار المشتقات النفطية إلى أسعار خيالية بلغت 6500 ريال للبنزين و5400 ريال للديزل في وقت يعيش غالبية الشعب على وجبة واحدة في اليوم بسبب الحرب العبثية التي تستحل دمائهم وتقصف مقدراتهم وتدمر ممتلكاتهم ومصدر أرزاقهم منذ أكثر من ثلاث سنوات..
سينبري بعض الذباب الاليكتروني ومن أنيط بهم مهمة التطبيل وتجميل قبح الممارسات الغبية للشرعية وقراراتها ليبرروا تلك الخطوة بأن الحوثي كان يفرض هذه الأسعار ويبيع بها في السوق السوداء..!!
ولهؤلاء نقول استحوا من الله أولا ثم من أنفسكم أيها المعتوهين..
الحوثي متمرد انقلابي؛ يبيع في السوق السوداء بيع اللصوص وعصابات المافيا، وانتم دولة شرعية يعترف بها العالم وتزعمون انكم تقاتلون الحوثي للعودة إلى صنعاء لاعادة الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، ومن يدعي هذا ويسعى لهذه الغاية النبيلة عليه ان يقدم النموذج لحكمه، وأن تكون قراراته قرارات دولة تصلح ماأفسده الحوثي وميليشياته وهمجيته؛ وتخفف على الشعب معاناته، لا أن تعتمدوا خطوات من تحاربونه وتصفونه بأقذع الألفاظ وأشنعها بسبب ممارساته التعسفية بحق اليمنيين؛ وتقوننونها بقرارات جمهورية لتصبح ممارسات دولة تطحن اليمنيين وتقتل آمالهم في استعادة الدولة الحقيقية التي تنقذهم وتنصفهم ممن اضطهدهم خلال هذه الفترة الاستثنائية في حياتهم..
اليمنيون وقعوا بين فكي الرحى وكماشة الحوثي والشرعية؛ الذين يتسابقون لقتلهم وإزهاق أرواحهم وتدمير بلادهم ومقدراتهم وممتلكاتهم الخاصة وحصارهم في ارزاقهم وممارساتهم غير السوية على الأرض وقصفهم من الجو، ولايكادون يلمسون فوارق كبيرة بينهم لاسيما عند المقارنة بين مناطق الطرفين كصنعاء وعدن مثلا..
سيقولون مأرب، وأتفق جدا مع كل من قال ذلك، لكني أعيد نجاح نموذج مأرب إلى ذكاء ورغبة أبنائها الاشاوس وعلى رأسهم المحافظ سلطان العرادة في استغلال الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وبناء تنمية حقيقية وبنية تحتية لهذه المحافظة التي تم تهميشها طيلة العقود الماضية، بل وتشويه صورتها في اذهان اليمنيين وغيرهم بشكل ممنهج، حيث أصبحت ساحة مباحة لكل الممارسات الخاطئة، بدءا من اختبارات الثانوية العامة للفاشلين من خارجها، مرورا بالتهريب وإيواء المحدثين والاختطافات وضرب الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وغيرها من الممارسات الخاطئة وغير السوية التي كانت تعج بها المحافظة بتواطؤ رسمي، بل وتشجيع في أحيان كثيرة..
أضف إلى ذلك أن الرئيس الشرعي لم يدخلها والحكومة لم تجتمع بها ولم تمارس عملها منها، وبالتالي فنموذج مأرب الناجح لايحسب نجاحا للشرعية بل لأبنائها ورغبتهم الحقيقية في بنائها وتحسين صورتها في الأذهان، وإحالة النقمة الى نعمة من حيث الاستفادة من الحرب في بناء مدينتهم وإنعاشها تنمويا واقتصاديا وسياسيا، وأصبحت قبلة التجار ورؤوس الأموال الذين ذهبوا اليها من كل المحافظات اليمنية بحثا عن الأمان لافتتاح مشاريعهم التجارية والعقارية..