آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-02:34ص


اجحفنا بحقك ايها الوطن الفني بإربعينيتك

الأحد - 21 يناير 2018 - الساعة 12:38 ص

هويد الكلدي
بقلم: هويد الكلدي
- ارشيف الكاتب


في مساء السبت عشرين يناير على هامش الأربعينية التي كان يجب علينا إحياءها بمصداقية لكننا نعتذر لفقيدنا الذي اجحدناه بذكراه على منارة عدن التاريخية.

دعوة استلمتها فرحاً ،قلتُ حينها أيجب علينا ذِكر عملاق الحياة فناً أكان يوماً يتغنى لنا فرحاً ووطنا ، قلتُ نعم سأذهبُ إلى الساحة الصغيرة التي وحين وصولي إليها حزنتُ وبكيتُ صمتاً ،اهذا الحجم من الذاكرين هُم الذاكرين!!
انتظرتُ واقفاً لعل اهل الفن والثقافة آتون ،فمرَ من عقارب الساعة اجزاء الغروب وبه المغرب الديني قد حل بصوته مؤذنً.

أكبرهم سناً ثمانية وعشرون سنة وأكثرهم تواجداً عُمر الثالثة والعشرين عام .
جلستُ على صرحة من الجانب المحاط لتلك الساحة الحاضنة لذكرى فقيد وصرتُ انظرُ واشاهدُ بصمتٍ لذوي الحاضرين قياماً وقعودا وإذ هُم يتبادلون الأحاديث المتنوعة بدت عليهم الأضاحيك من أفواههم، ومنهم من يحمل الكاميراء يلتقط الصور الفوتوغرافية لشبابٍ صنعوا من عدسة الكاميرا إبتسامة تُعبر عن شخصية وجود .
وعن الفتيات الحاضرات، وهي لأول مرة اشاهدهن على بلاطة الصحافة ، ومع انني امارس المِهنية تلك فلم اذكر شخصية أو اسم في المجال ، فعلمتُ حينها أن المناسبات مجرد إستعراضات وتواجد ولقاءات شبابية صبيانية بغض النظر عن سر التواجد والمعرفة الكاملة ولماذا اتيت ايها الشخص إلى هُنا .

في مكاني المشاكس قد كان بجانبي شخص يتبادل الحديث معي وإذا بفتاة عشرينية جامعية تمرُ من خلفنا الفاصل بسور حديدي بين الشارع العام وساحة المنارة ،وإذا بها تقفُ تخاطب الشاب متسائلة "ماذا لديكم هنا ؟
فأجابها الشاب بالحدث ذاته ، وإذا بي اتداخل عارضاً مخاطباً الفتاة " إلى أين كنتي ذاهبة؟ فأجابت .. إلى هُنا حيثما انتم .
فمن خلال هذه الفقرة ..أريد أن أوضحه ،ان الفتاة وغيرها توافدوا إلى المكان دون أن يعلموا ما هي المناسبة ،سوى أنهم سمعوا أن في مكان الفلاني حفل ولكن لا يعلمون ما هو ، والغرض من حضور هؤلاء ،الصفاح والضحك والجلسات الجانبية فقط .

ضحكتُ مبتسماً فالق المقام مواصلاً مشاهدتي لمبالغة ضعيفة وركيكة في عالم الإيقونات التي تحاول أن تخادع الاسطوانات الفنية .

ابو بكر سالم بالفقيه فقيد عملاق كان هنا فناً عانق سماه الملايين من أحبته ولعل أساسه كان شعب عدن عودة لأولى انطلاقته الفنية كانت "يا طائرة طيري على بندر عدن " وكانت من عدن .

أربعينية قبل موعدها ،مكانها وزمانها ، تم ترويجها إعلامياً والجميع منهم في التواصل الاجتماعي عُلِموا بذلك لكن الذي اذهلني واحزنني عُمقاً انني لم أرى ولم اشاهد شخصية واحدة من مكتب الثقافة بعدن حتى من وزارة الثقافة لبا الدعوة وحضر ،بل بالعكس فلم الآمس ذلك ، ولم يكن هناك أي حضور من الوسط الفني ،كانوا رفقاء أو طلال الفقيد ،لكن لا أعلم من دعا لها ومن الذي أقامها ،سوى انني كللتُ بمشاهدة صبيان وشباب حضروا ليلتقوا ببعضهم، وهذه أصبحت من طقوسنا التي تكررت كانت بمهرجانات الحراك أو ندوات ثقافية وعلمية أو بتأبينات مَن رحلوا من الحياة .

وعلى هامش ذلك قد يعلق البعض في ما أقوله ،ان من قاموا بتقديم مقتطفات الفقيد العملاق الفني قد خسِروا نصيبهم وقتلوا عروض الفن بطريقة التخاطب ونطق الكلام والجُمل ،فقد فهم البعض والبعض تساءل "ماذا يقولون " فقد استخدموا اللهجة دون أن يضعوا مفاهيم اللغة ولو كانت حتى بيضاء .

منتهى التأبين كانت مصادفة ولم تكن عابرة هي وهو "ماذا تعرفون عن الفنان ابو بكر سالم؟
وداعاً أيها الفقيد فقد ربما تغير الزمان وأصبحت البشر لا تُعبر ثروتك .