آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-08:55ص

الشاطر يتأقلم والمقاوم يتألم.. !

الخميس - 28 سبتمبر 2017 - الساعة 11:47 م
مناف الهتاري

بقلم: مناف الهتاري
- ارشيف الكاتب


لستُ وحدي من يتألم على الحال الذي وصلنا اليه اليوم، بل هم كثير الذين يتألمون ، وهم من انصار القضية الجنوبية بمختلف توجهاتهم وتخصصاتهم وهم من عانوا من اضطهاد سلطة ونظام 7/7وما لحقه من ممارسات اقصائية وقمعية ادَّت الى تراكمات لاعمال وحشية ذهب ضحيتها شرفاء ومخلصين وعانى البعض من ويلات سلطات الاحتلال الخبيثة والتي وجدت في كل المراحل من يسمى بالشاطر الذي طلب منه ان يرفع التقارير الاستخباراتية وتحركات ابناء الجنوب في كل مناطق الجنوب بدون استثناء ففعل وتأقلم مع الوضع وبقي المقاوم والثائر يتألم.

 


الشاطر ساعد ولازال اعداء الوطن المحتل بان رضي بالهوان لشعبه ، تنكيلا وقمعا وتهميشا واقصاء ومطاردات ونفي والتضييق عليهم في وسائل عيشهم وحرمانهم من ابسط الحقوق واتذكر ذلكم الشاطر وهو يقول لي بعد اصدار امر قهري من وزير الداخلية باحضاري حيا او ميتا لانني تكلمت على الرئيس علي عفاش حينها وسميته بالاسم هو وقادة جيشه من على منبر الجمعة ، قال : - الشاطر ياشيخ من يتأقلم مع الوضع اذا اراد ان يعيش حياة افضل وان يتجاوز على بعض الاخطاء والهفوات .. الخ .

 


سبحان الله هذا الشاطر امثاله كثير في كل مرحلة ينافقون ويتسابقون على مكان الفيد والراحة والدعة ، تماما كما نعلم جميعا ، فالشاطر لازال امَّا وزيرا او وكيلا او مديرا او سمسارا لانه الشاطر الذي تربى على الشطارة بحسب زعم ذلكم الناصح الامين .


والشاطر هو الذي يبيع الوقود ويقوم "بتهريبه"  وهو الذي يعذب الناس بانقطاعات تيار الكهرباء "وتأخر"  الرواتب او الخصم منها وهو الذي صار قريبا من صناعة قرار ثوري او ابداء راي او مشورة لقائد ومقاوم جنوبي ترك له المجال ان يقول ويفعل ما يراه وان كان الامر يتعلق بإقصاء المخلصين والشرفاء والمقاومين الحقيقين ، فلقد كُتِبَ على المقاوم ان يتألم والشاطر ان يتأقلم .

 


تجد الشاطر منذ زمن السيد عفاش وعلي "كاتوشه" وحتى زمن هادي والتحالف هو من يتصدر المشهد وهو من يعبث بكل شيء لازال هو الممسك بزمام الامور وهو الآمر الناهي وإليه يُرجع الامر بل في كثير من الاحيان هو من يزكِّيني ويسمح لي بالوصول الى القائد الذي كان بالامس رفيقي في ساحات النضال لكي اقابله او اجلس معه ولا يمكن ان يغادر مجلسنا اذا التقينا بل يسمع كلامنا ايٍّ كان وربما قاطعنا الحديث فخطَّأنا وقال الصواب !
الشاطر اليوم موجود من الحارة وحتى الدارة ! ، موجود مع الاسف في مجلسنا الانتقالي او خارجه ويرفع شعار الانتقالي يمثلني وربما كان صادقا بان الانتقالي يمثله ولا يمثلني اقول ربما مع احترامي لزملائي في ساحات وميادين الجنوب المتواجدين في الانتقالي والشاطر موجود في المعاشيق عصرا ومساء في جولد مور وصباحا في المصافي او المحافظة او الادارة الفلانية او المنطقة الحرة او ميناء الحاويات او ميناء الزيت او في المطار او في الجمارك او في نقطة تفتيش ، الشاطر يتأقلم مع كل شيء وهناك مع الاسف من يسهل له الامر وينظم عمل الشاطر شطار كثُر تجدهم وتعرفهم في كل الاماكن التي ذكرتها لك بل ربما تجده يحقق معك في قسم التحقيق او يداهم منزلك او يستنقص من قدرك بل ربما وصل به الامر الى قتلك واغتيالك اذا شعر انك تفضحه وتتابع نشاطاته المشبوهه كما سبق وان اغتيل كثير من رجالنا واحرارنا وزملائنا في النضال ولم نعرف من القاتل، بينما هو الشاطر الذي ضحك ولازال على من نكن لهم في داخل الوطن وخارجه كل الحب والتقدير والاحترام رغم انهم تأقلموا مع الشاطر رغم ألم ومعاناة المقاوم .

 


فإلى متى ونحن سُذَّج لا نفهم واذا فهمنا لا نقول واذا قلنا لا نفعل واذا لم نفعل امتدت يد الغدر والخيانة بتوجيه من الشاطر لذبحنا ونحرنا وقتلنا وتغييب صوتنا وتدمير ثورتنا...
اذاً .. ستستمر المعاناة لان الشاطر يتواجد بكل وقاحة في كل زوايا قضيتنا ومجالس القادة والساسة والزعماءويقتل رفاقهم الشرفاء بدم بارد .


وختاماً كنتُ اضن انَّ الشاطر في مكتب عفاش ولكنني وجدت انّ له اخوة من الرضاعة وبنفس الصفات اينما يممت وجهي ... 
(والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ....)